د. محمد إبراهيم
بسيوني
الأسبرين دواء يتم أخذه بالفعل من قبل الملايين
للمساعدة في تجنب مشاكل القلب، والآن تشير الأبحاث الأولية إلى أن جرعة منخفضة من
الأسبرين يوميًا قد تقلل أيضًا من احتمالات الإصابة بـ COVID-19. وفقًا للباحثين، استخدم الأسبرين على نطاق واسع خلال جائحة
الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، قبل عدة عقود من تأكيد نشاطه ضد فيروسات الحمض
النووي الريبي.
دفع كل هذا الفريق إلى التحقيق فيما إذا كان
تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا قد يقلل من قابلية الإصابة بـ COVID-19، بالإضافة إلى مدة المرض في حالة حدوث العدوى.
كانت الجرعة المستخدمة 75 ملليغرام. قام فريق
بحثي بتتبع بيانات ما يقرب من 10500 شخص تم اختبارهم بحثًا عن COVID-19 خلال الموجة الأولى من الوباء، من فبراير إلى نهاية يونيو من
العام الماضي.
وجد العلماء أن الأشخاص
الذين تناولوا بالفعل جرعة منخفضة من الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
لديهم خطر أقل بنسبة 29٪ للإصابة بـ COVID-19 مقارنةً بأولئك الذين لم يتناولوا الأسبرين، وأن معدلات استخدام
الأسبرين كانت أقل بكثير بين مرضى COVID-19 مقارنة بمن لم يصابوا بالعدوى.
من بين الأشخاص
الذين أصيبوا بـ COVID-19، كان الوقت الذي استغرقته نتائج اختبار SARS-CoV-2 PCR للانتقال من الإيجابية إلى السلبية أقصر بكثير بين أولئك الذين
استخدموا الأسبرين، وكانت مدة مرضهم أقصر من يومين إلى ثلاثة أيام، اعتمادًا على
الظروف الصحية الموجودة مسبقًا.
نشرت الصحافة الطبية
البريطانية نتائج دراسة علمية شملت 15 ألف مريض بالكورونا أو الكوفيد19 وأجريت في
مستشفيات المملكة المتحدة. وتهدف الدراسة المنشورة الى التعرّف على الفائدة
السريرية لعقار الأسبرين لمرضى الكورونا.
من المعروف أن عقار
الأسبرين الذي أكتشف قبل ما يزيد على 100 عام أنما يستعمل لعلاج عدد من الأمراض،
فهو عقار مفيد وفعال في منع تكوّن خثرات الدم، وبالتالي فهو يحول دون حصول مضاعفات
مرض الذبحة الصدرية أو تكوّن خثرات الدم في أوردة الساق أو شرايين القلب والدماغ
مثلا.. إضافة الى استعمالات الأسبرين الأخرى في حالات مداواة الآلام.. كما قد
يستعمله البعض لأمراض أخرى.
وذكرت تفاصيل
الدراسة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية في عددها الصادر في يونيو 2021 أنه
لم تثبت فائدة الأسبرين في منع حصول الوفيات عند مرضى الكورونا الداخلين
للمستشفيات، رغم أن هناك بعض الآثار الايجابية للأسبرين في تقليل مدة بقاء المريض
بالكورونا في المستشفى. كما لم يقلّل الأسبرين من احتمالية حاجة المريض الى الإنعاش
التنفسي.
ويقول العلماء في
بريطانيا أن هذه النتائج مخيبة للآمال فعلا، حيث كان الاعتقاد قائما على أن
الكورونا -وهي تسبب بحد ذاتها خثرات الدم في أعضاء الجسم المختلفة- قد يكون
للأسبرين دوره في منع مثل الخثر الدموية وبالتالي شفاء المريض وعدم حصول مضاعفات
أكثر..
وما يجب ذكره هنا ان
الأطباء المعالجين قد استعملوا لمرضاهم في الدراسة المذكورة 150 ملجم من عقار
الأسبرين لمرة واحدة في اليوم، حيث أعطيت هذه الكمية من العقار ل 7351 مريضا
بالكورونا فيما تركت المجموعة الأخرى من المرضى والبالغة 7541 مريضا دون الأسبرين
بغية المقارنة. وقد امتدت فترة الدراسة بين نوفمبر 2020 وحتى يونيو 2021.
وقد صرّح احد
العلماء المهتمين بالموضوع أنه سيستمر باستخدام الأسبرين لمرضاه بالكورونا حيث لم
يكن للعقار أية أعراض جانبية مما قد يفيد المرضى الذين هم في ردهات الإنعاش.
0 تعليقات