آخر الأخبار

النظريات العلمية التي فسرت العنف (عرض مختصر)

 

 




سلام حمد آل بريبت

 

الإرهاب لغةً:

  رهبا ورهاب بسكون الهاء وفتحها ورهبة خاف والمعاني اللغوية تدل على الخوف والرعب سواء للشخص الواقع عليه الأثر ، أو هو الذي يصدر منه الرعب والخوف.

 

ويمكن القول ان اي جماعة تسلك العنف لتحقيق أهداف سياسية (ينظر المعجم الوسيط 1:مادة رهب).

 

ويقابلها في اللغة الإنجليزية كلمة (Terrorism )من جذر الفعل (terror ) والذي يعني الرعب والخوف. (قاموس المورد مادة رهب ، روحي البعلبكي ).

 

التعريف الاصطلاحي :

 

عرفها مؤتمر وارشو عام 1930 (الاستعمال العمدي لكل وسيلة قادرة على أحداث خطر جماعي). (محمد محمود ، ضد الكراهية:40)

 

وقد عرفته عصبة الأمم المتحدة سنة 1937

(الجريمة الإرهابية عمل إجرامي موجه ضد دولة هدفه أو من شانه أحداث فزع ورعب لدى شخصيات معينة، أو لدى جماعات من الناس، او لدى جمهور. )(المصدر نفسه :42)

 

وذهبت الجامعة العربية في تعريف الإرهاب في مؤتمر وزراء الداخلية والعدل المنعقد في مصر سنة 1998 :(كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بالإيذاء أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق العامة أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها او تعريض احد الموارد الوطنية للخطر)(موقع الجامعة العربية في شبكة الإنترنت).

 

وبضمية هذه التعاريف إلى بعضها يمكن القول إن الإرهاب هو:

 

الفعل المخالف للقوانين الدولية والوطنية وقواعد الأخلاق العامة وقواعد حقوق الإنسان للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية بالقوة وأحداث رعب عام لدى سكان دولة ما .

 

النظريات التي فسرت الإرهاب والعنف:

 

1-النظرية البيولوجية:

 

ان العنف الذي يصدر من الإنسان يعود إلى طبيعته الخلقية وغرائزه ومع ذلك فهم لا يتفقون على ان التكوين البيولوجي للإنسان وحده عامل في دفعه للعنف وانما نتيجة واختلاف في الكروموسومات أو زيادة في إفراز بعض الهرمونات وخلل في الجهاز العصبي واختلال بوظائف الدماغ وعملية تأهيل هذا الشخص تحتاج إلى عملية جراحية وعلاج كيميائي لتعديل الخلل.

 

2-نظرية التحليل النفسي:

 

وهي النظرية التي طرحها فرويد وفسر العنف انه قوى طبيعية تصدر من غريزة الموت والتي تمثل رغبة اللاشعور الكامنة في أعماق الشخص العنيف الذي تتصارع لديه غريزة الجنس وغريزة العدوان وقد حدد فرويد أن صفات الشخصية المتعصبة:

 

أ-النرجسية وهي عشق الذات والتي تجعل من الشخص أن ينظر لنفسه أفضل من الآخرين.

 

ب-الفكرة المطلقة وهي اعتقاد الشخص انه يملك الحقيقة الكاملة وان أفكاره وحدها الصحيحة والشاملة.

 

ج -الإسقاط وهو أن يسقط على الآخرين كل صفات النقص والشر ويبرا ذاته منها.

 

وبعد تقرير انشتاين (لماذا الحرب) في عام 1933 ارجع أسبابها إلى غياب الدور الثقافي التربوي وتراجع فرويد عن نظريته وأخذ بنظرية التحليل الاجتماعي لكن مازالت نظرية التحليل النفسي قائمة وتعطي رؤية عن الشخص العنيف.

 

3-النظرية السلوكية وهي التي قالت إن سلوك الإنسان يمكن تعديله بالتعلم والتنشئة الاجتماعية وان أفعال الإنسان يكسبها من محيطة لذلك يمكن تعديل البيئة الحاضنة للشخص العنيف ولا علاقة بالعوامل البيولوجية وان فعل الإنسان قابل للتعديل لذلك ظهرت فكرة السجون الإصلاحية بدل السجون العقابية.

 

4-النظرية الإسلامية والتي تركز أن الإنسان يملك ملكات الشر والخير وبالتربية وتوافر بيئة سليمة نظيفة يمكن تغليب الخير لأن النفس ملهمة بالتقوى والفجور والهداية لأحد النجدين إما شاكراً أو كفورا مع إمكانية تعديل أخلاق الإنسان وفتح باب التوبة بعد إزالة عوامل الخطورة الباعثة والدوافع الداخلية لذلك مدرسة العرفان والتصوف من أحسن المدارس الأخلاقية والتربوية ولكن ليس بالصيغة الحالية التي تعيشها التكيات .

 

والنظرية الإسلامية ميزج من المدارس السابقة في فهم العنف والتعصب والإرهاب لدى الشخص. (النظرية الإسلامية إضافة من الناشر).

 

وخلاصة القول بأن النظريات أنفة الذكر قدمت دراسات في فهم سلوك الإنسان العنيف لايمكن لاي باحث أو دارس الاستغناء عنها في فهم خروج الإنسان عن طبيعته الإنسانية والاجتماعية إلا بقراءة هذه النظريات وما توصلت إليه. ويبقى الإنسان محور هذا الكون الذي يدور حوله وأداة الهدم والبناء فيه وهذه كلمة في أسباب الإرهاب لا تغني الباحث عن مطالعة الدراسات والبحوث العلمية في أسباب الإرهاب مع تطور وظهور نظريات أخرى كالنظرية الاجتماعية والاقتصادية والكونالية وصراع الهويات والعرق والجنس واللون لكن القينا رأيا سريعاً في خلفية البحث حول العنف.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات