علي الأصولي
ذكرنا مرارا وتكرارا على أن الدين أمر وفهم الدين أمر آخر ،
بالتالي الدين الرسمي منحصر ببيانات المعصوم وما صح من بيوتهم (ع) وأما دور
الأصحاب وفقهاء الغيبة الصغرى والكبرى فهو لا يتعدى فهمهم للدين على ضوء بياناته
من الكتاب والسنة، وكيف كان: القراءة الرسمية لا تتعدى نفس الرسول محمد(ص) وآل
محمد(ع) وما دونهم فهي قراءات بشرية مكتسبة الحجية على أي حال ،
ينقل الشيخ مهدي المرواريد ، ينقل عن السيد السيستاني عن الخوئي أن
هناك طبيبا جاءه من بغداد وسأله عن الماء المطلق المتقذر بالقذارات العرفية -
كأبوال الأنعام - مثلا ، هل هو طاهر ويصح الوضوء به؟
فأجابه السيد الخوئي: نعم هو باق على طهارته ،
فقال الطبيب: بفظاظة أن كان هذا الدين فانا كاره له ،
فقال السيد الخوئي: أصبر أنت لا تنسب هذا إلى الدين بل قل هناك
عالم بالنجف بناءا على قواعده الأصولية رأيه هكذا في هذه المسألة ، انتهى:
نعم: أن المحقق الخوئي حاول أن يشرح للطبيب وضرورة الفصل بين نسبة
الدين وبين نسبة فهم الدين ، وكيف كان: أكثر من يحاول أن يتذرع والتشنيع على الدين
هو من يتذمر ويستبشع رأي فقيه هنا أو مرجع هناك ناسبا فتواه لأصل الدين ولو فتشنا
بحقيقة فتياه لوجدناها فهم فقهاهتي وليست بالضرورة معتبر عن واقع نفس الدين ..
0 تعليقات