آخر الأخبار

الثانوية العامة ومشاكلها

 




 

حامد المحلاوي

 

هذه طبيعة المرحلة الوسط بين القديم المتخلف والجديد المطور .. فلا قلق

 

هي حالة شبيهة بالضبط بما حدث للاقتصاد من تحولات جذرية كإلغاء الدعم مثلا وتوحيد سعر الصرف وما تبعه من تأثر بعض فئات المجتمع تأثرا شديدا خصوصا الطبقة الوسطى .. الهدف طبعا أن تصبح الأمور أفضل بعد التعافي الاقتصادي وارتفاع قيمة الجنيه الشرائية وما يليه من ارتفاع في مستوى المعيشة ..

لمن يهاجمون وزير التعليم والنظام الجديد أسألكم سؤالا واحدا : هل كنتم راضين عن مستوى التعليم الحالي ؟! ..

 

الذي أعرفه أنه تعليم ألغيت فيه المدارس بشكل حقيقي وحل محله ما يعرف بالسناتر .. يعني تعليم بلا مدارس ! .. دروس خصوصية قصمت ظهر رب العائلة المصرية وأفقرت الأسر بشكل حقيقي .. تعليم لا يخرج إلا طالبا فاشلا خامل الذهن غير قادر على التفكير كل همه حفظ الإجابات المعدة سلفا لتفريغها على ورقة الإجابة .. تعليم أدخل في ذهن الطالب حكاية تقفيل المجموع .. رأينا عددا كبيرا يحصل على 100 % من الدرجات وربما أكثر من ذلك بعد إضافة درجات المستوى الرفيع ! .. صدقني هذا خبل تعليمي لا يحدث إلا في مصر فقط ! ..

 

الثانوية العامة – في رأيي - أحد معاول هدم وتدمير الدولة المصرية .. فهل سنختلف أنها السبب المباشر الأول في تفاقم البطالة ؟! .. رأينا خريج الجامعة الذي يناكف أهله ليأخذ منهم المصرف للجلوس على المقاهي وفي أفضل الحالات ربما العمل على تكتوك إن وجد .. هي السبب المباشر كذلك في تكدس في الجامعات وتخريج ملايين الطلاب الذين يحملون شهادات ورقية مع عقول خاوية وضعف مستوى غير معقول .. بعضهم يغلط في أبسط قواعد الإملاء ! ..

 

أسأل : كيف يمكن أن يقوم مجتمع متطور على أكتاف هؤلاء ؟! ..

من غير الإنصاف تقييم تجربة لا زالت في مراحلها الأولى مع أن هناك بوادر إيجابية مشجعة للغاية .. منها مثلا أن الطالب بدأ يعتاد استخدام التابلت غير متخوف منه خصوصا عند الامتحان .. بل ذكر الوزير أن امتحان العام القادم سيتم إلكترونيا بالكامل وسيعرف الطالب نتيجته عقب الامتحان مباشرة ولم يلق هذا الكلام اعتراضا من أحد .. ثم إن اعتماد الطالب على نفسه ومدرسه في المدرسة في تحصيل المادة العلمية من شأنه أن يلغي المفاهيم القديمة الراسخة في ذهن الطالب وولي أمره أيضا ( الحفظ والصم ) .. الثقة في القدرة الذاتية وتشغيل الذهن أمر جديد لم يكن موجودا من قبل وهو الهدف من العملية كلها .. معه أيضا اندحار خرافة كليات القمة وكليات القاع ! ..

 

أقسم غير حانث لو أن الدكتور طارق شوقي نجح فقط في عودة الطلاب إلى المدارس ثم القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية - وهو الأهم - لاستحق أن ينصب له تمثال في أحد الميادين الشهيرة وآخر في مدخل وزارة التعليم ..

 

تطوير التعليم هو مشروع الدولة المصرية الكبير وليس مشروع طارق شوقي .. حتى التشكيك في قدرات وزير التعليم أمر غير مقبول وإن كنت لا تعلم تستطيع أن تبحث عن سيرته الذاتية في جوجل وستكتشف أن تقديرك كان خاطئا بنسبة كبيرة ..

 

.......................................................... تأخرنا كثيرا لافتقاد شجاعة التغيير ! ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات