آخر الأخبار

فقه العقيدة : العصمة وثمرة البحث ..

 

 




علي الأصولي

 

البحث الاثباتي في مسألة العصمة يظهر في حجية أقوال وأفعال وتقريرات المعصوم ، وجعل المعصوم مرجعية مطلقة لا يمكن فيها النقاش وكل مناقشة ومباحثة لا ترتفع فوق سقف هذه المرجعية وعدم تعديها بحال من الأحوال ، كون أن أئمة أهل البيت(ع) هم حفظة الدين وضبط إيقاع الأفكار الدينية وعدم شططها بالتالي ،

 

وإثبات العصمة لأحد المعصومين(ع) يعني فهم مسارات حركته في الواقع الميداني وتصرفاته وأقواله وعدم حملها محمل الأخطاء والأغلاط ،

 

فمثلا ، في قصة يوسف(ع) ذكر القرآن الكريم {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك نصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} يوسف ٢٤/

 

فمن يؤمن بعصمة نبي الله يوسف(ع) سوف يذهب بتفسيره بناءا على تصوره العقدي وثبوت العصمة برتبة سابقة ، إذ أن مفسرها أو قارئ هذا النص سوف يفهم بأن نص(وهم بها) بعيدا عن كونه هم بها بالفاحشة ، كأن هم بالمدافعة أو ضربها أو نحو ذلك من التوجيهات المناسبة وعصمة يوسف(ع) بينما لو كان المفسر أو القارىء لا يؤمن بأصل العصمة للأنبياء(ع) فسوف يفهم بأن(وهم بها) على وزن(وهمت به) وان كان بالتالي جاءت التنبيه (لولا أن رأى برهان ربه)

 

وبما أن قصة يوسف(ع) سقناها كشاهد على ما نريد بيانه وأثر العصمة وثمرتها ، ربما تبقى مسألة - وهم بها - ربما تكون عالقة في ذهن القراء أو بعضهم ولا مانع بزيادة إيضاح المعنى من نافلة القول ، فقول(وهم بها وهمت به لو لا أن رأى برهان ربه) أن هناك مرجعية واضحة بنص (لو لا ) ف (لو) حرف امتناع لامتناع و (لو لا ) حرف امتناع لوجود ، وهذا هو الفرق بين(لو) و (لو لا) ومنه قوله تعالى{ لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا) ف(لو) حرف امتناع لامتناع ، يعني حيث لا فساد بالتالي لا آلهة ، ويمكن عكس ذلك حيث لا آلهة فلا فساد ، وهذا هو البرهان اللمي منطقيا ،

 

بالنتيجة ، لو استخدم(لو) يكون (هم) المقدم ممتنعا ، و (لو رأى برهان) (لو فرض أن لو حلت محل لو لا) التالي لفظا والمقدم معنى كذلك ممتنع ، وهذا مرجعية نصية فليس النص محايدا كما يدعون ،

ومثاله، لو جئتني لأكرمتك ، والمعنى لم أكرمك لأنك لم تجئني ، أما (لو لا) فهي حرف امتناع لوجود ، وفي هذه الآية(لو لا أن رأى برهان ربه) وهو المقدم معنى و(هم بها) هو المؤخر معنى ، والنتيجة: أنه لم يهم بها ، أي قد امتنع ذلك لوجود المانع ، الذي هو (رأي برهان ربه) راجع - نسبية النصوص والمعرفة الممكن والممتنع - مرتضى الشيرازي بتصريف قليل – انتهى.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات