آخر الأخبار

نحن بلد يعاني من " إسهال " شهادات ! ..

 


 

حامد المحلاوى

 

لا اتصور بلدا في العالم يمنح شهادات الماجستير والدكتوراه بسهولة غريبة أكثر من بلدنا المصون ! ..

 

مئات الآلاف من حملة الماجستير والدكتوراه ! .. مش فاهم ليه كل ده ؟! .. ثم كيف يتسنى لمن حمل شهادة هي الأعلى أن يجعل أسمى أمانيه الحصول على وظيفة حكومية إدارية مثله مثل أي شخص آخر يحمل درجة علمية أقل منه ؟ .. ألا يعلم سعادة الدكتور أنها مهانة للدرجة العلمية الخطيرة التي يحملها ؟! .. الأغرب أنه يعتبر أن من حقه الحصول على وظيفة حكومية على صيت الشهادة ( الفشنك ) التي يحملها رغم افتقاده لكثير من المهارات الأساسية التي لا غنى عنها .. ولو طلب منه التدرب أو اكتساب المزيد من المهارات تجده يتراجع إلى الخلف لبرفع شهادة الدكتوراه أو الماجستير في وجه من يوجه له النصح والإرشاد ! .. هذا الموضوع منتشر جدا هذه الأيام خصوصا في جامعة الأزهر التي منحت عددا كبيرا من الشباب صغير السن هذه الدرجات العلمية الرفيعة وهو أمر مريب ! ..

 

لكن بأمانة لم أفهم المقصد من منح شهادات الدكتوراه والماجستير لشيوخ وفنانين وأدباء ومهن ليست علمية بالدرجة الأولى .. فما معنى أن نقول الشيخ الدكتور أو الفنان الدكتور أو الأديب الدكتور ؟! .. رأيي أن لقب الفنان أو الشيخ أو الأديب يكفي جدا لمنح صاحبه المزيد من الاحترام والتوقير ..

 

مهم هنا أن نتذكر العبقري صلاح ذوالفقار في فيلم " الأيدي الناعمة " وهو الحاصل على شهادة الدكتوراه في " حتى " .. عندما نزل إلى سوق العمل للبحث عن وظيفة ليجدها بصعوبة ككاتب حسابات لدى محل لبيع الفراخ فكان " المعلم " الفرارجي عندما يطلبه يناديه : إنت يا أستاذ يا بتاع حتى ! ..

 

أما عندما تثار قضية الشهادات المضروبة في البلد والتي انتشرت هي الأخرى بشكل مريع فأتذكر على الفور عادل إمام في فيلم ( مرجان أحمد مرجان ) عندما عرض عليه مساعده الأفاق ( في الفيلم طبعا ) محمد شومان أن يأتي له ب " حتة " من السوق .. الحتة يقصد بها شهادة مزيفة بولندي أو روسي أو حتى محلي ثم أعطاه قائمة بالأسعار ..

 

.................. سبحان الله يا أخي .. حتى الدكتوراه أصبحت بال " حتة " ! ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات