كتب: احمد مبارك
يظن البعض أن مؤامرة إسقاط ومحاصرة الدولة المصرية حديثة والحقيقة
إنها تعود لأكثر من ٢٠٠ عام منذ تكون شكل العالم الحديث.
ويعتقد البعض أن العالم الغربي يحاصر مصر من أجل إفساح المجال
لتمدد دولة إسرائيل مع إن العكس هو الصحيح!
فهذه الدولة موجودة من الأساس من أجل منع تمدد مصر وعمل حاجز بينها
وبين الشام وقطع الطريق عليها الى أوروبا!
الحكاية بدأت مع غزوات نابليون بونابارت الى الشرق نهاية القرن
الثامن عشر وبعدما قضى فيه رحلات مطولة ومر بمصر خلص الى نتيجة معناها ان هذه
الدولة المصرية بموقعها الجغرافي كقلب العالم وناصيته وبإمكانياتها الجيوسياسية
والبشرية والطبيعية لو اتحدت مع محيطها ونهضت ستمثل اكبر تهديد وجودي على أوروبا
ومصالح الإمبراطوريات القديمة.
وقال ان الحل الوحيد لتقزيم دورها هو زراعة دولة في فلسطين تمنع
اتحاد مصر والشام في إمبراطورية وفي نفس الوقت تكون حاجز صد يمنع اي محاولة للزحف
العسكري المصري نحو أوروبا
وبالفعل دعا نابليون للمرة الأولى للهجرة الأولى لليهود الى فلسطين
وأرسل للجمعية الصهيونية التي كانت جمعية دينية وليست سياسية وتتخذ من موسكو مقر
لها للنداء للهجرة الأولى الى فلسطين .
تلقفت الجماعات الصهيونية الفكرة من نابليون وبدأت للمرة الأولى في
صياغتها بشكل سياسي وهاجرت بالفعل مئات الأسر الى هناك لكنها لم تتمكن من تكوين
دولة!
اعتقل نابليون ومات لكن نبوئته لمصر لم يفت عليها سنوات قصيرة حتى
تحققت وتولى محمد على حكم مصر وصنع منها إمبراطورية عظيمة وبفضل نجاحات ابنه
ابراهيم باشا العسكرية نجح في تكوين اكبر جيش في المنطقة وحقق الانتصارات تلو الأخرى
حتى وصل الى أبواب أوروبا في الأستانة!
دوما كانت الإمبراطورية الروسية والغرب والعثمانيين في صراعات لكن أمام
مصر جنب المتحاربون صراعهم لان مصر لو قامت ستكون خطر على الجميع.
قام الأسطول البريطاني الروسي الفرنسي المشترك بتدمير أسطول محمد
علي بعد التأكد من استسلام الأسطول العثماني.
وبعدها تم عمل اتفاقية لندن لإجبار محمد على على تحديد حجم الجيش
المصري وقواته ومعداته كشرط لوقف الحرب والاستقلال عن الدولة العثمانية.
ومنذ ذلك التاريخ وأصبحت معاهدة لندن إستراتيجية دائمة في التعامل
مع مصر.
مصر يجب ان يتم تحدد قوتها دائما لأنها الدولة الأخطر على العالم
لو نهضت لن يستطيع احد اللحاق بها .
حاول بعد ذلك حفيد محمد على الخديوي إسماعيل التحايل على معاهدة
لندن وتكبير الجيش المصري وبناء نهضة كبيرة زراعية وعمرانية وافتتح قناة السويس.
وكانت النتيجة مؤامرة غربية لإجباره على التنحي وتولية ابنه توفيق
الخائن الذي ادخل الاحتلال الانجليزي الى مصر.
المؤامرة كانت إفشاله اقتصاديا بضرب بورصة القطن العالمية الذي كان
بترول هذا الزمن وكان قد استدان الكثير لبناء مصر حديثة فعجز عن سداد الديون
فاجبروه على التنحي.
مرت الأيام والسنين ونجحت مصر من خلال ثورة ١٩٥٢ من مقاومة الهيمنة
الغربية عليها وأعادت بناء نفسها في نهضة لا مثيل لها في الشرق في الخمسينيات
والستينيات.
فكانت النتيجة انه تحالف الروس والغرب الأعداء المعهودين الذين لا
يتفقون الا على حصار مصر .
وحدث نكسة ٦٧ لنعود عشرات السنين للخلف!
روسيا كانت وراء نصيحة مصر بعدم البدء بضربة البداية ما اتاح
لإسرائيل بدء الضرب صباح ٥ يونيو!
ولكن السادات استدرك الخطأ سريعا وقاومنا وانتصرنا في استرداد أرضنا
بمفردنا بعد طرد الروس في أكتوبر ٧٣.
وتمر السنين واليوم بعد ثورة ٣٠ يونيو تقوم مصر بأكبر نهضة حديثة
في تاريخها الحديث منذ محمد على والخديوي إسماعيل وجمال عبدالناصر.
فهل سيسمح الغرب بمصر ان تنهض!
هل نسى الغرب إستراتيجية معاهدة لندن عام ١٨٤٠!
هل نسى العالم مؤامرة ال ٢٠٠ عام على مصر!
إجابة هذا السؤال في مشهد تخاذل القوى الكبرى في جلسة مجلس الأمن
حول سد النهضة الإثيوبي.
دوما ما يختلف الغريمين الروسي والغربي لكنهم دوما ما يتفقون على
مصر!
خطة حصار مصر هي خطة قديمة لم تسقط من استراتيجيات الغرب.
الخوف من قوة مصر مازال يحكم ويجمع الفرقاء.
وهدف منع نهضة مصر لن يموت ابدا مهما مر الزمن.
لذلك إثيوبيا قطعة شطرنج في أيديهم كالإخوان والإرهاب وإسرائيل
وكلها لعبة تقسيم ادوار لإرباكنا.
هزمونا مرات وهزمناهم مرات.
وسنهزمهم مجددا.
سنضرب السد وحدنا كما عبرنا خط برليف وسندافع عن حياتنا وسنتحمل اي
عقوبات محتملة.
يقيني ان هذا الشعب قادر ان يحقق المعجزات مادام يقاوم ومعه قائد
مثل عبدالفتاح السيسي.
المجد لمصر العظمى
الدور الفرنسي في توطين اليهود في فلسطين
0 تعليقات