آخر الأخبار

شؤون حوزوية : التدخل المرجعي مشروط بتهيئة الأرضية ..

 


 

علي الأصولي

 

بما أن الواقع المعاصر ليس كالواقع القديم من حيث التداخلات والمقاطعات وضبابية الساحات فكان لزما على أي مرجعية واعية وان تتريث بالتدخل حتى يتم تشخيص المشكلات بعناية دقيقة تبعا للظروف المرحلية ،

 

وعلى هذا الأساس قبل الاتجاه الكلاسيكي الآخوندي بشكل الرتابة التي عاش فيها وعشعشت في أدبياته وخطاباته وفقه الأعذار ،

 

في سجال حاد كان بيني وبين احدهم من الاساتيذ حول بطئ التدخل وانعدامه في بعض الأحيان من قبل مرجعية تقليده الفقهي ، حاول هذا الأستاذ أن ينقل لي مسألة فتوى التنباك للمجدد الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ، احتج علي بأن الميرزا لم يصدر الفتوى مباشرة وتحريم التنباك بل أنتظر فترة ليست بالقليلة حتى أصدر فتياه التحريمية ومنها ضرب الاحتكار المجحف ، بالتالي لابد وأن نتحلى بالصبر كما صبر جيل المجدد الشيرازي حتى صدرت الفتوى وإعادة الهيبة آنذاك للمجتمع العلمائي ،

 

قلت نعم: هذا صحيح ولكن بودي وان تكمل القصة التي أما انك بترتها أو غفلت عنها أو لم تقرأها من أصل ولا رابع ،

 

القصة يا سيدي: ان المجدد الشيرازي سئل عن تأخير الفتوى وعدم إصدارها مباشرة فقال آنذاك - رحمه الله - أن إصدار الفتوى مع عدم ضمان نجاحها بين الناس هو إهانة للفتوى وإضعاف بالتالي لمقام المرجعية ،

 

وهذا لازمه السعي والتثفيف وإرشاد العلماء والخطباء والعوام وضرورة الالتزام بالفتوى وبيان مآلاتها المحمودة ونفعها بالتالي ومصالح الناس ،

 

يا سيدي ان تحتج بعدم التدخل المرجعي المباشر بذريعة الناس لا تأخذ كلام المرجع هذا عذر فيه أساءه لنفس المرجع إذ أنه متى ثقف المرجع الناس وتواصل معهم حتى نتذرع وعدم تهيئة الأجواء والارضية وبالتالي عدم قبول فتياه ، واني ازعم أن سياسة غلق الأبواب كانت عيدا لساسة الفساد وقد دفع فاتورة غلق الأبواب عامة الجماهير والأفق ببابك ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات