حامد المحلاوى
إثيوبيا تعيش أسوأ فتراتها على الإطلاق .. فإقليم التيجراي حقق
انتصارا حاسما على الجيش الإثيوبي وليس بينهم وبين إعلان الاستقلال سوى خطوة واحدة
.. أيضا إقليم الأورومو وهم أكبر عرق ويمثلون 50% من عدد السكان أعلن هو الآخر
انفصاله عن إثيوبيا وإن كان الحكم ما زال مبكرا على تمام هذه الخطوة لكنها في
الطريق .. إريتريا الداعمة للنظام الإثيوبي سحبت قواتها وتركته يواجه مصيره وحده
.. القبائل ترفض نتائج الانتخابات مقدما وهو الذي سبب تأخير إعلانها وهو ما ينذر
بحدوث قلاقل واضطرابات خطيرة .. يعني ببساطة نظام تهتز الأرض من تحت رجليه من كل
جانب .. لكن الأهم من وجهة نظري ما أعلنه اليوم الوزير سامح شكري أن إثيوبيا لم
تستطع إكمال بناء السد لحجز كمية المياه التي اعلنت عنها ومع بدء الفيضان توقف
البناء وعليه فإن الموضوع مجمد لمدة عام على الأقل ..
ما الموقف إذن ؟ ..
اجتماع مجلس الأمن الخميس القادم يمكن أن يمثل طوق النجاة للنظام
الإثيوبي إذا ما قبل وجهة النظر المصرية والسودانية ووافق عليها بقاعدة لا ضرر ولا
ضرار والخير للجميع .. أيضا قد يكون الخية التي ستلف حول رقبته إذا ما ركبه الغرور
والعناد مرة أخرى فكل الظروف الداخلية والخارجية تعمل ضده ..
تقديري أن من يدير ملف السياسية الإثيوبية مجموعة من الأطفال
وليسوا بساسة أبدا .. هؤلاء لا يفهمون أن من يلعب بالنار قد تحرقه في أية لحظة ولن
يفيدهم العالم في شيء .. التاريخ علمنا أن السحر دائما ما ينقلب على الساحر ..
فسياسة فرض الأمر الواقع التي يتبعونها الآن هي التي ستفرض عليهم بشكل مؤكد فيما
لو تم تدمير السد .. أما القدرة على تحريك الأحداث فأمر لا يفعله سوى القادة
العظام القادرون على استشراف المستقبل برؤية ثاقبة وبصيرة نافذة .. من البدهيات -
بل ليس من الحكمة أبدا - أن تنتظر حتى تأتيك المصيبة إلى باب بيتك ! ..
نحن لا نثق كثيرا في عدالة النظام الدولي لا القديم ولا الحديث ..
لكن لدينا ثقة لا نهائية في رئيسنا وقيادتنا وجيشنا .. صدقناه عندما قال : لن
أضيعكم .. والآن نقول له : سر على بركة الله وستجد في ظهرك 100 مليون محب وعاشق
لتراب مصر ..
أيضا لدينا يقين راسخ أن هذا البلد خلقه الله ليعيش إلى أن يرث
الأرض وما عليها .. كل الكتب المنزلة تقول هذا الكلام .. والتاريخ أيضا .. لهذا
مؤكد أن تغيير التركيبة السكانية والجغرافيا جائز في أي مكان على الأرض إلا هذه
الأرض تحديدا ..
........................ رأيي أن لها دورا مفصليا مهما يدخره الله
لها لم يحن وقته بعد ..
التعريف القديم للسياسة على أنها فن الممكن أجده لا يصلح هذه
الأيام .. بل هي فن الاستحواذ والقدرة على فرض منطقك .. أو بتعبيرنا المصري الدارج
: العفي ما حدش يقدر ياكل لقمته ! ..
..................... صدقني : مطمئن إلى أقصى حد وليس لدي ذرة قلق
واحدة ..
0 تعليقات