عمر عسر
يسعى نظام الأمهرة بقيادة مجرم الحرب آبي أحمد إلى تفريغ انتصار
شعب التيجراي من مضمونه والالتفاف على هزيمته العسكرية المدوية بتحقيق مكاسب
سياسية يحفظ بها وجه نظامه الأغبر ليستمر في قيادة إثيوبيا إلى المجهول.
وبيان شروط التفاوض الذي أصدرته الجبهة اليوم يكشف مدى حنكة قيادات
التيجراي وكفاءتهم السياسية التي تضيف إلى بسالتهم العسكرية بعدا مهما، لأن الحرب
- في نهاية المطاف- هي امتداد للسياسة وكل حرب تنتهي إلى طاولة تفاوض تحول وقائع
القتال إلى حقائق سياسية وقانونية.
تحركات مجرم الحرب آبي أحمد منذ فرار "جيشه وجيش حليفه أسياسي
أفورقي" من ميدان القتال تشي بأنه مصمم على أن ينال على طاولات التفاوض ما
خسره في ساحات القتال، وللحد من أثر تحركاته على مكاسب التيجراي يجب أن تكون
محاكمة آبي أحمد وأسياسي أفورقي على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تعرض لها
التيجراي مدنيين ومقاتلين طلبا غير خاضع للتفاوض، فحين يشعر سفاح أديس أبابا بأن
رقبته صارت مطلبا لا تراجع عنه ستتعاظم أخطاؤه وتضيق أمامه مخارج الإفلات من
العقاب.
خنق آبي أحمد بالإصرار على محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد
الإنسانية أول خطوة مهمة لإسقاط شرعيته وتجريده من حججه بأنه فعل ما فعل لحفظ كيان
الدولة، فحين تبدأ المفاوضات وخصمكم مطلوب لمحاكمة دولية سيرفع هذا أسهمكم ويزيد
من مكاسبكم، أما لو دخل التفاوض محتفظا بصفة حاكم اجتهد للحفاظ على وحدة دولته
فستكون فرصة إفلاته أكبر.
ومن أهم عوامل الحفاظ على النصر الحفاظ على وحدة التيجراي
وتماسكهم، الأبواق الإعلامية التابعة لمجرم الحرب آبي أحمد والمساندة له بدأت حملة
تلفيق اتهامات لمقاتلي التيجراي بتدمير جسر "تيكيزي" لمنع المساعدات
الإنسانية من الوصول للشعب بهدف إثارة العداء بين المقاتلين وشعبهم وتحميلهم
مسئولية حملة تجويع التيجراي التي لا بد من محاسبته عليها.
ويجب على جبهة تحرير التيجراي و المنصات الإعلامية التيجراوية
توثيق جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات آبي أحمد وشريكه الدكتاتور أفورقي بحق قومية
التيجراي بشكل ممنهج، وتوثيق القصص المتعلقة بهذه الجرائم عبر لقاءات مع ذوي
الضحايا والناجين، حتى لا تختلط الوقائع فتضيع المسئوليات.
ومن المهم دعوة ممثلين عن المنظمات الإغاثية الكبرى ومنظمات حقوق
الإنسان والمحامين المستقلين وبالطبع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
للمشاركة في توثيق جرائم الحرب ولتمكينهم من وضع تقارير بالجرائم والإدلاء
بشهاداتهم أمام الجهات المسئولة لتقليل فرص الإفلات من العقاب.
ختاما خالص التهنئة لشعب التيجراي على نصره، وأرجو ألا أكون ضيفا
ثقيلا عليكم.
0 تعليقات