علي الأصولي
نقل احد أصحاب الصفحة ، صفحتي ذيل ما ختم به المقال السابق حول
احترام أحمد بن حنبل لائمة أهل البيت(ع) بعد ما نقل صاحب - الصواعق المحرقة - النص
المذكور ،
إلا أن الخصم حاول - التحذلق - وطالب المعلق عمن سمع كلام أحمد بن
حنبل ، موهما أن النقل غير صحيح بيد أني ذكرت أن ابن حجر الهيثمي نقل النص من
الحاكم النيسابوري في تاريخه ،
وبما أن الخصم قال: نحن نعرف حقيقة الأمر ، وهذا يعني التشكيك بأصل
النقل وبالتالي لا أحد سمع ابن حنبل وهو يمدح آل البيت(ع) فتكون النتيجة بحسب رأيه
النقل مردود بلحاظ عدم السماع الشخصي غايته نقله ابن حجر عن - تاريخ نيسابور –
ولنا أكثر من مناقشة ما يلي منها:
أولا: أن كان الإشكال هو بواقعية النقل الشخصي بدعوى من سمع من
أحمد وهذا المدح ففيه: نقضا ، ما ذكره الخصم واضطراب حديث جعفر بن محمد الصادق(ع)
بالتالي من سمع من أحمد بن حنبل شهادته بحديث جعفر الصادق؟
أن قلت: أن الحديث سمعه الراوي من شخص أحمد بن حنبل ،
قلنا : أن أصل كتاب - العلل ومعرفة الرجال - من الكتب المنقولة عن
لسان أحمد وليس من تصنيفاته التي خطها بيده ، فما يقال هناك يقال هنا حذو القذة
بالقذة ،
ثانيا: ان ادعى الخصم عدم تمامية نقل الحاكم النيسابوري في - تاريخ
نيسابور –
قلنا : على الخصم بيان عدم التمامية بدل إطلاق الأحكام الجزافية ،
بعد أن قسم الآخوند الطلب إلى قسمين :
( ١ ) الطلب الحقيقي .
( ٢ ؟ الطلب الإنشائي .
علق - الايرواني محمد باقر - على ما ذكره الاخوند بتعليق مفاده: أن
الطلب لا ينقسم إلى حقيقي وإنشائي ، بل هو طلب إنشائي دائمآ ، بلحاظ كون الطلب
عبارة عن التصدي نحو المطلوب ، بالتالي من سعى نحو مطلوبه ولو بابرازه من خلال
صيغة او مادة يصدق عليه انه قد طلب وإلا فلا ، وهذا لازمه من كان يريد الماء مثلا
من دون أن يبرز ذلك فلا يصدق في حقه انه طلب الماء ، فالطلب او الطالب على هذا لا
يكون حقيقيا - انتهى - كفاية الأصول في اسلوبها الثاني للشيخ محمد باقر الإيرواني
ج٢ ص ٤٤٧ بتصريف بسيط –
ويمكن التعليق على ما أفاده الفاضل الإيرواني بمفاد: أن كلام
الشارح - الشيخ الإيرواني - تام لو كنا نحن والعرف ولكن هذا لا يعني عدم صحة تقسيم
الطلب إلى: الطلب الحقيقي والطلب الإنشائي ، فهذا التقسيم بلحاظ النظر للطلب
الحقيقي في عالم التكوين بينما الطلب الإنشائي فهو بلحاظ النظر لعالمه ومبرزاته ،
وكيف كان: إذا التزم الإيرواني العينية مفهوما ومصداقا بين الطلب والإرادة تبعا
لصاحب - الكفاية - صح قوله ، إلا أنه لا يذهب للاتحاد المفهومي والمصداقي ، على ما
يبدو لي بالتالي مع القول باختلاف الطلب والإرادة يصح تقسيم المشهور فالطلب بمنزلة
الإنشائي والإرادة بمنزلة الحقيقي ، وبالتّالي الارادة تحتاج إلى إبراز ولا إبراز
إلا بإنشاء اللفظ الحاكي عن ما في النفس والواقع التكويني ،
(مستل من كتاب فقه منهج الأصول - ج٣ ص ٢٥٥ - مبحث الأوامر )
0 تعليقات