آخر الأخبار

فقه الحج : الزائد من الجمار ..

 




 

علي الأصولي

 

بعد أن ارتفع موضع الجمار في الحج أزيد مما كان سابقا وقع الكلام بين الفقهاء في موضوعة الاجتزاء ، اجتزاء رمي المقدار الزائد من الجمار من عدمه ،

 

حيث أفاد المحقق الخوئي على أن الاجتزاء بالزائد مشكل، معللا ذلك على أن الجمرة في عهد النبي (ص) وأئمة أهل البيت(ع) تعرضت للتغيير والتبديل عادة وبالتالي لا يلزم رمي شخص تلك الجمرة جزما، ولذا لو انهدمت تلك الجمرة وبني في مكانها أخرى فالحكم الإلهي لا يتعطل بحال من الأحوال ،

 

ولكن على أن يتحدد بحدود تلك الجمرة - المهدمة على الفرض -

نعم: لو زيد عليها ببناء آخر وكان هذا البناء الزائد غير موجود في زمن النبي(ص) والأئمة(ع) فإننا لا نحرز إمكان الاجتزاء برمي هذا المقدار ، والاشتغال اليقيني يقتضي الفراغ اليقيني - المعتمد ج٥ ص١٩٦ - محمد رضا الموسوي الخلخالي –

 

ويمكن أن نسجل في المقام مناقشة ومفادها : أن عدم إحراز الاجتزاء هو لاحتمال الخصوصية المقدرة على الموضع - الجمار - في عصر النص ، غير أن الخصوصية لا محل لها في دائرة مقدار الجمار ، وصرف أصل البناء هو لغاية تنجيز التكليف بدون ملاحظة خصوصية هذا الأصل طولا أو عرضا كما هو مقتضى الفهم العرفي للروايات ومناسبات الحكم والموضوع ، وفي مثل هذه المناسبة فهي متبعة ما لم يرد دليل بالتحديد وهو مفقود ، وكيف كان: البناء القديم للجمار أنشأ للحاجة ومع تطور وتوسع العبادة وازدحام الحجيج فالحاجة تختلف عما كانت عليه في تلك الآزمنة ، وبما أن التغيير والتبديل تبعا لظروف البناء والتاريخ والأجواء كان جاريا بالعادة - كما اعترف المحقق الخوئي بذلك - لشهدنا تنبيه المعصوم ومع عدم التنبيه من قبل المعصوم فلا حاجة للتمسك وما أفاد المحقق الخوئي في المقام من عدم الاجتزاء ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات