علي الأصولي
عادة عندما تنفذ كبرى إشكالات الخصوم ، فإنهم لا يألون جهدا
ومحاولة تصوير كل ما يمكن تصويره وكأنه شبهة بعد عملقتها بالخط العريض ، وهذا
السلوك أما ناتج من مرض نفسي أو جهل مستحكم ولا ثالث ،
المشاكل النفسية المضطربة لا تظهر للسطح إلا بعد عملية تراكمية
نابعة من الأعماق النفسية حيث تبدأ بالشكوك اللا منهجية ومن ثم وصولها لفوضى ما
يسمى الإشكالات ،
وبالتالي وبعد الطوفان يكون حال صاحبها في بحر متلاطم من الضلالات
واللادرية ، ولا ينجو من هذا المشكل إلا كل عالم محقق ثبت ، فلا يعني كل من زاد
ذكاءه فقد زاد إيمانه .
إذ لا تلازم في البين والأفق ببابك ،
فالكثير ممن لهم نسب عالية من الذكاء أو نسب معتد بها على كل حال
لا تسعفهم قدراتهم العقلية العالية واجتياز المطبات ،
فالعقيدة مثلا تجد أن أسسها العامة مبنية على الماورائيات تجدهم
يحاولون اقتحامها بالعقل المحض واكتشاف أغوارها وهذا سلوك غير منتج لاختلاف
السنخيات ، سنخية عالم العقل واحكامه وسنخية الغيب وقوانينه ، بالتالي جعل العقل
وحده في قبال الشريعة والدين من أكبر خطايا المنهجيات ،
إذ أن العقل بالتالي دوره كاشف لا مؤسس في مثل هذه المقامات ،
آية الله الشيخ شريعت سنكلجي عندما تغيرت آراءه وأفكاره وبالتالي
جملة من معتقداته ، كان بسبب خاتم وقصته باختصار أنه وبعد ذهابه للحج كان محتفظا
بخاتم من الحجر الصيني أو نحو ذلك وكان يعتقد كونه يحفظ صاحبه على ما ذكر في أحد
نصوص كتاباته ، وبينما هو في الصحراء بين مكة والمدينة التفت أو قراء آية أو ما
شابه فالتفت بالتالي على أن الله هو الحافظ بلا خاتم بلا غيره ، بل أن شريعت
سنكلجي هو من يحفظ الخاتم من الضياع على ما ذكر في محله ، فيقول: ومن هنا قمت برمي
الخاتم في عالمه الطبيعي في الصحراء حيث الحجر والمدر ، وعلى ضوء هذه القصة بدأت
الرحلة ، الرحلة الفكرية لشريعت سنكلجي ،
بينما لم تبدأ رحلة نزيل مدينة الضباب بعد الالتفات من غفلة أو
صدمة من آية و رواية أو حتى حلم وطيف في المنام بل بدأت رحلته عندما اختلف مع أستاذه
وحسابات الربح والخسارة في زوايا مؤسسة الإمام الجواد(ع) والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات