علاء الدين محمد ابكر
في وقت متأخر من مساء يوم الخامس من يوليو قالت جمهورية مصر
العربية بان الدكتور محمد عبدالعاطي وزيرها للموارد المائية والري، تلقى خطابًا
رسميًا من نظيره الإثيوبي يفيد ببدء إثيوبيا الملء للعام الثاني لخزان سد النهضة
الإثيوبي وهو بدون شك موقف يكشف مجددًا سوء نية إثيوبيا، وإصرارها على اتخاذ
إجراءات أحادية؛ لفرض الأمر الواقع، وملء، وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح
الدول الثلاثة وهو الأمر الذي سيزيد من حالة التأزم، والتوتر في المنطقة، وسيؤدي
إلى خلق وضع يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي وربما يدخل المنطقة
في حروب و ان اللجوء الي الخيار العسكري ليس حل حكيم ولا يخدم مصلحة الدول الثلاثة
فالحرب لن تحدث الا مزيد من الدمار والخراب ويجب علي عقلاء القارة الإفريقية
التدخل واحتواء التصعيد المقبل والعمل علي
كبح جماح رئيس وزراء إثيوبيا ابي احمد المهزوم عسكريا في إقليم التقراي والذي يريد
تعويض تلك الصفعة العسكرية بتحقيق نصر سريع يجعله يظهر أمام شعبه بشكل البطل.
إن الإعلان الإثيوبي عن بدء ملء سد النهضة بدون الوصول الي اتفاق
يعتبر استفزاز لدولتي الممر والمصب مصر والسودان فمن حق هذه الدول الاطلاع علي
تفاصيل عملية الملء والتنسيق الفني حتي لاتضرر مصالح مواطنيها من أخطار الفيضانات
وضمان أنسيب حصة كل منهم من المياه بشكل عادل .
سيعقد مجلس الامن جلسة حول قضية سد النهضة يوم الخميس الثامن من
يوليو- والنظر الي هذا التطور الخطير ولا سبيل أمام المجتمع الدولي لمنع وقوع
الحرب إلا بإلزام إثيوبيا بتحكيم صوت العقل بالرجوع الي التفاوض مع دولتي مصر
والسودان والعمل علي التنسيق المشترك فيما بينهم حول العمليات الفنية والتقنية في
ملء سد النهضة فالجانب الإثيوبي يصر علي خوض معركة ضد السودان ومصر بدون مبرر
فالصراع الداخلي في إثيوبيا من تمرد القوميات جعل رئيس وزراءها ابي احمد يبحث عن إي
وسيلة لحفظ ماء الوجه ولو كان ذلك علي حساب امن و استقرار المنطقة ويبقي الأمل علي
الشعب الإثيوبي الشقيق بان يصحح الأوضاع ويعمل علي رفض خوض حروب جديدة واعتماد
الحلول السلمية. كنهج لحل مشاكل الداخل والخارج
مع تضاؤل فرص الحل الدبلوماسي، لأزمة سد النهضة، ينبغي علي السودان
التحسب لكل شي و الاستعداد لجميع الاحتمالات بما فيها خيار ( الحرب) وذلك بإعلان
التعبئة العامة وفتح المعسكرات للتدريب وإعلان الطوارئ علي طول حدود البلاد مع إثيوبيا
واريتريا وحصر اللاجئين من دولتي إثيوبيا واريتريا في السودان ومراقبة الاتصالات
وتقديم الدعم للقوات المسلحة والدعم السريع للدفاع عن حدود البلاد مع استمرار
الحكومة في العمل الدبلوماسي الدولي والإقليمي لفضح نوايا إثيوبيا والتي بإصرارها
على بدء المرحلة الثانية من ملء السد دون اتفاق تعتبر في موضع إعلان حرب علي
السودان فلايمكن ان يظل أكثر من عشرين مليون مواطن سوداني تحت رحمة (سد) مجهول
التخزين للمياه وربما ينهار في اي وقت لتتدفق منه مليارات المكعبات من المياه
لتعمل علي تدمير كل المدن والمشاريع الزراعية المطلة علي ضفتي نهر النيل الأزرق
وسهول غرب الجزيرة والبطانة وحتي لايحدث ذلك السيناريو المرعب ينبغي علي السودان
التشدد في موقفه لحماية البلاد من المخاطر و كبح المغامرات الإثيوبية و يمكن
للسودان إدراج قضية منطقة. (بني شنقول) المقام عليها سد النهضة باعتبارها ارض
سودانية استناد علي اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة في العام ١٩٠٢ بين بريطانيا وإثيوبيا
وهناك نصوص بالاتفاقية تمنع إثيوبيا من إقامة اي سدود علي مجري نهر النيل بدون
الرجوع الي السودان ومصر.
تظل الحرب خيار أخيرا وهو حل لن يجلب الا الدمار والخراب لكافة دول
النزاع واتمني ان يسود السلام بين الجميع ولكن بالمقابل الحذر واجب..
ترس أخير
قال الله تعالي
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ
إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)
صدق الله العظيم
0 تعليقات