آخر الأخبار

عاشورائيات (3) المضحي أم الفادي؟

 


 

 

عز الدين البغدادي

 

من أعجب مظاهر التحريف التي ظهرت هي تلك التي ألغت العمل بحجّة أنّ الحسين قتل لينقذ شيعته من النار! وأنّ البكاء على الحسين كافٍ للمرء لأن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولا زم ذلك أنّه يمكن للمرء أن لا يصلي وأن يشرب الخمر وأن يهتك حرمات الله، فإذا بكى على الحسين فهذا كافٍ، إذ ليس من المعقول أن يترك الحسين شيعته ومحبيه ليدخلوا النار حتى قال قائلهم:

 

قتل الحسين لينقذ العاصين من أشياعه مـــــن حـــــرِّ نارٍ تُشعـــــلُ

 

وهذه عقيدة نصرانية لأنهم يعتقدون أن المرء يمكن أن يدخل الجنة بمجرد حبّ المسيح الّذي فدى نفسه ليخلّصهم من النار.

 

 وقال آخر:

 

فَإنَّ النارَ ليس تمسُّ جِسماً عَليــــه غُبـــــــارُ زوّار الحُسينِ

 

و شاع هذا البيت حتى إنك لتجد أن الكثير من الناس يكتبونه و يعلقونه مجالسهم وكأنّ العمل ليس له دور في حياة المؤمن، وهذا يذكَّر بقول من قال:

 

سَوَّدتُ صَحيفَة أعمَالِي وَوكلتُ الأمرَ الى حَيدرْ

 

ممن يريد أن يجعل الدين مجرّد طقوس غريبة دون عمل أو سعي.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات