آخر الأخبار

عاشورائيات (6) قضية الحسين… ولا عقلنة المجتمع

 

 


 

 

عز الدين البغدادي

 

استعملت قضيّة الحسين ع لتضعف العقل والتعقّل، أو لتكون حربا ضدّ العقل. ويمكن أن نرى ذلك من ناحيتين:

 

الأول: بوضع ما لا يحصى من الروايات التي تعتمد الكذب، وتحويل ما حصل إلى أشبه ما يكون بأساطير، رغم أنّ الأساطير قد يكون لها من حيث رمزيتها فوائد، وهذه ليس فيها من نفع إلا أنّها تضعف التفكير وتجعل المرء لا يفرٌّ بين الأسباب ومسبّباتها.

 

الثاني: التأكيد على العاطفة التي بولغَ فها بحيث تحوّلت إلى حالة عاطفية، لا سيما مع تضخم الشعائر بشكل كبير، وظهور شعائر جديدة باستمرار. بل لقد تحولت إلى ثورة على الذات بالمعنى السلبي بتعذيبها بالصراخ ولطم الصدور وضرب الظهور وجرح الرؤوس بدلا من أن تكون ثورة على الباطل الذي ثار الحسين عليه، أو قبل ذلك ثورة على الذات وتجاوز الخوف والأنانيّة.

 

صحيح، وبلا شكٍّ فإنّ أحدا لا يستطيع أن يسمع بقضية الحسين دون أن يبكي أو ينفعل أو تهزه الفاجعة، لكن أن يكون البكاء طقسا أو أن يكون هدفا لا يتجاوزه المرء فهذا خطأ وتحريف في الفهم والسلوك.

 

إن إضعاف عقلانية المجتمع يستفيد منها باختصار كل من في مصلحته أن يسيطر على الناس، وأن يجعلهم خاضعين لا يفكرون بطريقة منطقية سواء كانوا من الحكام أو من الكهنة.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات