علي الأصولي
الأصل في عموم الحركات ذات الطابع الباطني هو التأويل ولوي عنق
النصوص وما يخدم تأسيسات مفاهيمها الدينية والعقيدية،
بصرف النظر عن حقانيتها وبطلانها ومبانيها الفكرية التأصلية، ولكن
المشكلة بل والخطر يكمن في التحولات، تحولات هذه الفرق والمجاميع من كونها حركات دينية
للتصوف والتهذيب النفسي أقرب إلى كونها حركات سياسية بصبغة باطنية، بالتالي تتحول
هذه المجاميع كأداة تنفيذية بدوافع دينية عقدية للوصول لأهداف سياسية،
وبما أن طبيعة هذه الحركات لا تعتقد باحتمال خطائها فكرا وسلوكا
ومنهجا، بالنتيجة تعتقد أن خطواتها مؤيدة بتأييد الله ومباركة رسوله(ص) وعنايات
القادة الروحيين،
ولعل تجربة الحركة أو الفرقة أو المذهب الإسماعيلية التاريخي خير
شاهدا وما ندعيه،
عاصر الشيخ الطوسي الحركة الإسماعيلية فكان يخشاهم ولا يحاول
الوقوف أمام زخم أفكارهم، ولذا نجد في غيبته في - غيبة الطوسي - أنه تعرض للواقفة
وندد بوقفهم، والزيدية وأشكل على منحاهم، وغيرهم من الفرق ذات الطابع الشيعي،
ولكنه لم يتجرأ بالمحاولة النقدية والتعرض لأفكار وعقائد
الإسماعيلية، ومثله نصير الدين الطوسي لم يتعرض للفكر الإسماعيلي مع ان أفكارهم
كانت أمام أنظاره وتحت يده ورد على بعض الفرق الشيعية وأغمض النظر عن أفكار ورموز
الاتجاه الإسماعيلي،
ومنشأ عدم التعرض والرد هو التقية ولا غير التقية ولهذا أول ما
سقطت بغداد على يد هولاكو واشتهار الخواجة الطوسي وضمن الاتباع تحرك بالرد عليهم
بكل ما أوتي من قوة على ما ذكر من أرخ تلك الحقبة في كتابه - نقد المحصل –
نعم: اتهم الاتجاه الإسماعيلي بتصفية ابن الغضائري احمد بن الحسين
الغضائري الرجالي المعروف، حيث كان كثير التهجم على الإسماعيلية،
ولذا كل من تعرض لموت ابن الغضائري وصفه بأنه - أخترم - اي مات في
شبابه ولم يتعرض لسبب الوفاة، وهذا الأمر أي مقتله زاد ترجيحا بعدما أحرقت عائلة
ابن الغضائري مصنفاته بعد موته، الأمر الذي يكشف عن وجود تهديد على ما يبدو لي،
ومن هنا رجح بعض الباحثين على أن الرجل قتل بخنجر الإسماعيلية، والله بالتالي
العالم بحقائق الأمور ..
0 تعليقات