آخر الأخبار

لا تُحَاور "متأخوناً"... لتسلم من ورطة مجادلته ودفع الثمن"!!

 

 


 

رأفت السويركى

 

حين وصفوا أعضاء "جماعة حسن الساعاتي البنَّاء" الصهيوماسونية بالقطعان فإنهم لم يخطئوا؛ فالتوصيف منطبق بقده وقديده عليهم؛ حيث جرت تربيتهم في سراديب الجماعة على نهج مسلكيات أبرزها "السمع والطاعة" و"التسليم المطلق" لمن يقودونهم والذين اشتهروا بـ "كبار الكباش".

 




والظاهرة الموثوقة بالخبرة هي أنك إذا قادتك الظروف للمحاورة مع أي منهم؛ فلن تخرج تجربتك معهم عن صورة نمطوية واحدة هي احتمال ما يقال عنهم من ممارسة الإساءة لك باللفظ من عضو تلك الجماعة إذا كانت هناك مناقشة ودوماً لا تكتمل بالتوافق إذا اكتملت؛ فحين تحاوره لا يسمع أو يستجيب؛ وتستدرجه لتبادل الرأي بهدوء فلا يسمع ولا يستجيب؛ فتحاول أن تمارس البدء معه في النقاش فلا يسمع ولا يستجيب؛ وتحدد له قضية لتكون مجالاً للتفاهم فلا يسمع ولا يستجيب!!

 

*****

 

 


فما هو رد الفعل الذي يبديه عضو تلك الجماعة وقت يفرض نفسه على جدارك؛ أو يتداخل معك؟ ليس غير محاولته صرفك عن موقفك المضاد لتلك "الجماعة الصهيوماسونية"؛ مدفوعاً بمتوهمه أنه يستطيع تجنيدك - كما جرى تجنيده - وأنت الذي قطعت سنوات وسنوات من الدراسة المتأنية لدوافع تأسيسها؛ وتابعت تجربة تأمل خطواتها وبرامجها؛ وهضمت مئات الكتب والدراسات المشايعة لها والمناقضة لها أيضاً؛ وكذلك الاطلاع على الكثير مما كتبه العديد من قياديين وأعضاء قد تحرروا من هيمنة تلك الجماعة على وجدانهم فأنعم الله عليهم باكتشاف حجم المخادعة والزيف الهائل الذي تقوم عليه.

 

*****

 



إذا اقتحم جدارك متأخون ذات يوم؛ فمن واقع الخبرة بهذه النوعيات أنك تكتشف على الفور مستهدفه المحكوم فقط برغبته في دفعك للتخلي عن موقفك المضاد للفكر الذي ابتنيت وفقه هذه "الجماعة الوباء"؛ أو تبني ما تضخه من أكذوبات؛ أو مشايعة ما تتقيأه من صرخات ولطميات المظلمة!

 

ومسلكية المتأخون في التعامل معك بالتجربة؛ تبدأ بدعوتك لقبول صداقته مع التودد الكذوب ليفوز بتحقيق مراده بالقبول. وبعد أن توافق على مطلبه تحقيقاً لمنظورك الحاكم في "الفضاء الافتراضوي" بأن يكون جدارك في "فيسبوك" أو "تويتر" مساحة متاحة للحوار الهادف وإشاعة التنوير وبناء مناخ للتفاعل بالتوافق؛ أو الاختلاف بموضوعوية تستهدف بهدوء تأسيس رأي عام يكون متوازناً في المواقف ومنحازاً لقيم الخير الإنسانوي والوطنوية.

 

ولكن تبدأ تلك النوعية من المتأخونين في الكشف عن مسلكياتها المشوهة؛ بردود أفعال ذات نمط مضاد لما تشهره في فضائك؛ فيشرع بعضهم في التعقيب تلو التعقيب على ما تدونه من دون موضوعوية ليس حول ما تثيره من القضايا ولكن ما يرتبط بأجندته التنظيموية التي تمت برمجته وفقها.

 

ولا يقدم المتداخل منهم أية أدلة تؤكد مقولاته؛ ولكنه كالببغاء يواصل اجترار ما تشيعه ماكيناتهم الدعائية؛ من مثل نوعية "الانقلاب والعسكر والديكتاتورية و... و... إلخ" من تلك الاصطلاحات المزيفة!

 

وحين تطلب منه أن يكون منظما في التفاعل باختيار قضية محددة ليبدأ منها الحوار؛ تراه يسلك نمطية أسميتها "القفز على أفرع الشجرة"؛ والمشابهة لمسلكية القرود في الحركة؛ إذ لا تستطيع أن تمسك بالقرد للاستجابة أو الالتزام بالقواعد المتعارف عليها في التحاور؛ لكن قاعدة القرد هي الحركة بالقفز والتعلق بأفرع أشجار المناقشات!!

 




*****

 


تبدأ معه الحوار بالإشارة إلى المفهوم فيتركك وينتقل بالمباغتة للحديث حول النتيجة؛ وتحاول أن تعيده إلى الأسباب؛ فتراه يقفز إلى فرع آخر من الشجرة إلى قضية لا ارتباط لها بالموضوع محل النقاش. وتحاول أن تربط بين القضية التي تثيرها والقضية التي قفز إليها فيتركك ويقفز إلى فرع آخر من الشجرة؛و...؛ وهكذا والهدف من طريقة القرود بالقفز على أفرع الشجرة هو إجهادك محاوراً.

ولعله بهذه "الشقلباظية" في المحاورة يكون قد حقق أحد أهم أهدافه؛ وهو استغلال جدارك ليروج أكاذيبه السياسوية حول ما يسمونه الانقلاب والعسكر والديكتاتورية ومعاداة الإسلام!! وكلما حاولت الأمساك به ليبدأ بالمنطق فإنه يمارس الهروب بالقفز إلى أقرب فرع يمسكه من الشجرة!!

 


وهناك نوعية من قطعان المتأخونين - بالتجربة - عندما تُضيِّق الخناق عليه تجده يبدأ التحفز لممارسة النطاح بـ "الألفاظ الخارجة"؛ فتراه يعود للخلف متراجعاً وموفراً المسافة أمامه ليعدو تجاهك برأسه المنخفضة حتى تكاد تلامس الأرض وهو يشهر قرن لسانه مستهدفاً أن يصيبك به عبر "ألفاظ التطاول" وكلمات الخروج عن آداب قواعد الحوار ولغة الحديث الراقية.

 


وعندما يشعر باليأس والقنوط من تحقيق الفوز لفشله في تغيير رأيك ليكون متوافقاً مع ما عبأوا به رأسه الفارغة تجده يشعر باليأس منك؛ فيبادر لاتخاذ خطوة من خطوتين؛ الأولى أن يبادر بتفعيل أمر إيقاف منشوراتك من الظهور في جداره، والثانية بإلغاء متابعتك أو صداقتك التي سعى أو "حفي" للفوز بها!!

 

*****

 


إن قبول الصداقة المعروضة عليك من أحد قطعان "جماعة حسن الساعاتي البنَّاء" الصهيوماسونية قد تكون له المشروعية التي يوفرها الفضاء الافتراضوي... فلعل الحوار المشترك يرسخ قواعد للوعي بالتحاور الراقي عبر تبادل الآراء ومقارعة الحجة بالحجة والتجرد من التوهم والتفويض بالوصاية والمسؤولية عن الدين أو المذهب أو النظرية.

 

غير أنهم جميعاً وبالتجربة التي مررت بها؛ تجدهم سواء أكان الواحد منهم أستاذاً أكاديموياً أو إعلاموياً أو دعوياً واعظاً... إلخ من دول المشرق أو المغرب العربي؛ ومن المطاريد الهاربين في القارات؛ لا يعترف بأنه من المتأخونين – على سبيل التقية – كما قالها إمامهم المغدور برصاصهم "حسن الساعاتي البناء" في عبارته الشهيرة: "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"!!

 

وسواء اعتراف الواحد منهم بأنه منهم؛ أو مارس الكذب بإنكار انتمائه لهم فالامر سواء.إذ أن منهم من يقول:"لست إخواني ولكنهم إخواني"؛ فإن كلماته ومواقفه تفضحه؛ وكلهم في المسلك طبق الأصل؛ لأنهم لا يقبلون الرأي الآخر برؤوسهم الحجرية المصمطة؛ والتي لا تستجيب وهي رؤوس من صفاتها الثابتة إما ترد عليك بالنطاح أو تمارس الهروب... لذلك وبعد عدة تجارب مع هذه النوعية فالنصحية لك هي: " لا تحاور متأخوناً ولا تجادله لتسلم من ورطة مجادلته ودفع الثمن من إساءته إليك"!!

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات