علي رحيل
الدنيا مع الواقف مثل أكل عليه الزمن وشرب وغسل يديه
فالدنيا اليوم مع الجالسون - على الكراسي – أكثر
(*)
حتى الأشجار التي تموت وهى واقفة
نختصر لها الموت فلا نترك لها لذة الموت وقوفا
(*)
يقسم القضاء إلى القضاء الواقف والقضاء الجالس
الواقف هم أعضاء النيابة والمحاماة
أما الجالس فهم أعضاء النطق بالحكم
ورغم أن الجالس هو الناطق الأخير بالحكم ألا أن الدنيا كانت مع
الأعضاء الواقفين الذين يملكون الثغرات القانونية التي يهدمون بها أي قضية محكمة
ومحبوكة وفي جميع قاعات المحاكم تمسكنا بمثلنا الدنيوي الذي يقول أن الدنيا مع
الواقف
(*)
الدين الإسلامي يدعو دوما إلى الحركة ويكره القعود والتثاقل وعدم
المساواة بين القاعد والمتحرك في مواضع عدة غير أولي الضرر وفضل فيها المجاهدين
بالفضل العظيم
إلا في موضوع واحد وحالة واحدة يكون فيها النائم خير من القاعد
والقاعد خير من الماشي
فلنكن جميعا أبناء لبون لا حلب و لا ركوب مبتعدين عن أولي الضرر
(*)
برغم كل الوقوف على الأطلال
ظلت الناس محافظة على القعود وظل البيت المشهور تتناقله الناس
لغرابته
دعِ المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ
الكاسي
فلايعلم سامع صدر البيت ان كان ذما أم مديح
وذهب كل وقوف على الأطلال لغرابة كلماته اليوم فلا أصحاب امرؤ
القيس على مطيهم ولا اطلال ديار أم أوفى وتبعتها أطلال خولة وعفت البكائيات كما
عفت ديار لبيد ولم يبقى في ذاكرة الكثير الا التلاعب باللفظ بين الهجاء والمدح
(*)
الجلوس هو الارتفاع في الشيء، يقال جَلَسَ الرجُل جُلوساً وذلك
يكون عن نَومٍ واضطجاع أو سجود؛ وإذا كان قائماً كانت الحال التي تخالفها وهي
القُعود
أي عندما ينهض الإنسان من "نومه" ويبقى على السرير يكون
جالساً، وعندما يكون واقفاً ويعود للسرير يكون "قاعداً".
(*)
الكاتب القاعد أو الجالس ويطلق عليه أيضا الكاتب المتربَع
أوالمستربَع كما يسميه آخرون ويوجد تمثاله في متحف اللوفر بباريس بين الآثار
العديدة الأخرى التي تؤثث الجناح المخصص للحضارة الفرعونية وهو تمثال لشخص نكرة
عند المجتمع الفرعوني في حياته لكنه اليوم شيء نادر ويساوي الكثير أثريا مثله في
ذلك الثور الجالس وهو محارب من الهنود الحمر الذي عاش مطاردا ومتشردا ثم مات
مقتولا واليوم يساوي الكثير...
(*)
بين دنيا وآخرة
وبين واقف وقاعد والسؤال الأبدي الدنيا مع من ؟
0 تعليقات