آخر الأخبار

ماذا تعرف عن المجموعة الصفرية و G2 ؟؟!!

 

 


 

أبو أحمد المهندس

 

" آيان بريمر " عالم سياسي أميركي معاصر، مختص في السياسة الخارجية الأميركية، وهو رئيس ومؤسس الجمعية الأوروبية الآسيوية، وأستاذ البحث العولمي في جامعة نيويورك.

 

يطرح "بريمر" في كتابه هذا ، رأيه القائل بنهاية عصر الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العالم، وكذلك هيمنة الدول الثماني العظمى بسبب التناقض الجيوستراتيجي في مصالح المجموعة الدولية ، مما يدفع العالم بسرعة إلى ما سماه(المجموعة الصفرية)، حيث يقع العالم في حالة فراغ، لا يمكن أي دولة كبرى أو تحالف دولي مواجهة التبعات والتحديات اللازمة لقيادته، وحين يصبح العالم بلا قيادة مركزية ، فإن ذلك قد يستدعي مزيدا من العنف والتوتر والأزمات الاقتصادية والسياسية!!!

 

ويرى " بريمر " أن الطريق إلى المجموعة الصفرية بدأ من أعلى مستوى من الهيمنة الأمريكية، بعد ما تحول معظم أوروبا إلى رماد بفعل الحرب العالمية الثانية، وأنشأت أمريكا مع الدول الأوروبية الحليفة عددا من المؤسسات الدولية التي ربطتها بالدولار الأمريكي، من هنا بدأت أمريكا في إعادة تصميم النظام الدولي لدعم أهداف واشنطن.ومن هنا بدأ الطريق الى "المجموعة الصفريه" !!!

 

ويعتقد "برايمر" ان هيكل القوة العالمي اليوم يواجه فراغ القيادة.

 

وقد نتج عن القيم السياسية والاقتصادية المختلفة لمجموعة العشرين كارثة عولمية مع المطالب الملحة للأزمة المالية. اذا لم تكن الحاجة إلى التعاون الدولي أكبر من اليوم ، في عالم تتعالى فيه الكثير من التحديات ـ من عدم استقرار الاقتصاد العولمي وتغير المناخ إلى الهجمات السبرانيه والإرهاب وأمن الغذاء والمياه والصحة.

 

ويؤكد "بريمر" ان الانتشار النووي قاد العالم إلى مستوى من الندية جعل قيادته مستحيلة في الواقع، ورغم وجود اتفاقية للحد من السلاح النووي منذ 1968 وقعتها كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي حينها وبريطانيا، ووجود اتفاقية أخرى تزود الأعضاء بحق استخدام التكنولوجيا النووية سلميا للطاقة والبحث، مقابل التعهد بعدم تطويرها، إلا أنه لا أحد يمتلك قوة ضمان تنفيذ بنود تلك الاتفاقية.!!

كما أن الخلافات الأمريكية الصينية حفزت الصين على إنشاء أسواق وطرق تجارية خاصة بها بل ومنافسة لأمريكا، لتأتي الأزمة المالية العالمية مجهزة على آخر حلم للهيمنة عند أمريكا، وهو ما سماه بريمر بـ”السقوط الأمريكي الحر”.!!

 

ولذلك يرى " بريمر " أن الرابحين في هذا العالم الجديد، ـ الذي سماه عالم المجموعة الصفرية ـ هم الذين فهموا طبيعة المرحلة ونمط التحول في النظام العالمي.

 

أما الخاسرون في المجموعة الصفرية فهم ثلاثة أصناف ـ حسب بريمر ـ أولهم، الحكام، أي المؤسسات المشيدة لخدمة هؤلاء الذين كانوا يوما مهيمنين على النظام الدولي، والتي لا يمكن إصلاحها على نحو كاف وسريع، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

والصنف الثاني، هم الدول المعرضة للخطر ويعني بها تلك الدول التي تعتمد على أمريكا واستعدادها القديم لحماية حلفائها. أما الصنف الثالث، فهم الدول الظل، وهي تلك الدول التي ترغب في التمتع بحرية الدول المحورية، ولكن تبقى متجمدة في ظل قوة واحدة، وضرب لها مثالا بالمكسيك.

 

وأخيرا ؛ يقرر " بريمر " أن تلافي العالم من الفوضى القيادية التي هي نتاج المجموعة الصفرية التي يمر الآن بمرحلتها، يعتقد أن تجاوز ذلك يعتمد على نمط العلاقات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وبكين، أو ما سماه G2 ، وهي علاقة إن قامت على الصراع فإن ذلك سيكون له أثره الكارثي على العالم وإن قامت على التعاون فيمكن تلافي العالم من تأثيرات المجموعة الصفرية، ومن أجل ظهور G2 ، فإن ذلك يتطلب استعادة الاقتصاد الأمريكي شيئا من حيويته، باقناع دافعي الضرائب الأمريكيين بقدرتهم على الاستثمار في السياسة الخارجية التوسعية أكثر، وسيتوجب على المشرعين الأمريكيين التخلص من الشلل الحزبي والتحرك إلى الثقافة السياسية التي لا تغذي العدائية العامة والسياسية نحو بكين.!!!

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات