علي الأصولي
في بدء الدعوة الإسلامية وفي خضم نزوال الآيات المكية ثم المدنية
وتعايش الناس مع الأجواء الروحانية، لم يستطع صاحب الرسالة(ص) تصحيح مسارات إتباعه
ومريديه إلا بعد أن سن لهم القوانين الشرعية الحكومية، وهذا منبه كاشف بما لا مزيد
عليه أن صحة الاعتقاد وحده وإظهار الإيمان في الجملة والتدين غير كافية وتصحيح
مسارات العمل وانضابط السلوك العام، بالتالي لولا العقوبات الرادعة والمؤلمة لما
استطاع صاحب الرسالة اجتياز العقبة أمام دولته الفتية،
نعم: لو لم يكن إلا القانون وحده بشرط سريانه على الجميع، أقول: لو
لم يكن إلا القانون وحده بمعزل عن عقيدة أو إيمان لكان كافيا وإنضباط الناس وتصحيح
المسارات والأفق - أوربا أنموذجا - ببابك،
ومن هنا نعرف أن إقامة الشعائر وكثرة المجالس والحضور للمشاهد
وقراءة الأدعية والزيارات والتعاهد على مواصلة إحياء المناسبات لا تكفي وحدها
بإنشاء مجتمع أخلاقي منضبط المسار ما لم تعزز بسن قوانين مع حكمتها رادعة على أنها
لا تفرق هذه القوانين بين فرد وآخر إذ يفترض نفوذها وتطبيقها ابتداءا من رأس الهرم
فما دونه، والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات