علي الأصولي
بعد أن شعر الإمام الحسين بن علي(ع) بالخطر المحدق في الحجاز
وتداعيات الإلحاح بأخذ البيعة ليزيد بن معاوية، كان الخيار الاستراتيجي المطروح
أمامه وعلى الطاولة هو الخروج للعراق وتحديدا الكوفة،
نعم: لم تكن نية الإمام أن يتوجه لليمن في سبيل تفادي الخطر لتنجز
التكليف الشرعي عليه بعد ورود الكتب تلو الكتب أن اقبل علينا يابن رسول الله،
ولذا كانت الكتب خير محفز والتوجه للعراق واخذ البيعة منهم بعد أن
قطع من كاتب الإمام(ع) العهود والمواثيق والنصرة في المكره، ولذا أرسل الحسين بن
علي(ع) سفراءه للمصرين - الكوفة والبصرة - وقصة ابن عمه مسلم وقيس بن مسهر
الصيداوي من المعروفية بمكان، بالتالي تحرك الركب لا بنية القتال بقدر ما كان
التحرك لأخذ البيعة وكأن الأمور مستتبة وهذا ما لاحظناه وسلوك الإمام(ع) للطريق
الأعظم وهو الطريق العام للمسافرين، ولم يسلك المسالك الوعرة حيث التمويه والتخفي
كما هي عادة أصحاب - المشاريع الانقلابية –
بل وان اخذ النساء والأطفال والمتاع كاشف ومنبه على أن أصل المسيرة
ليست عسكرية قتالية، وهذا لا يمنع أن تتقلب وتنقلب الأمور خلاف ما تشتهي السفن،
فيكون التأهب والاستعداد لما هو آت بعد معرفة مصير السفير مسلم بن عقيل وأوضاع
الكوفة المضطربة،
بالتالي: سلك الحسين بن علي(ع) سلوك كل القادة في الأوضاع الحرجة
وتفادي الأخطار من مفاوضات ومناشدات في سبيل عدم الاصطدام المسلح ونتائجه الوخيمة
على معسكر الحسين(ع) وركبه المسالم،
وهذا يعني أن الإمام لم يتحرك من موقع الجبر وضرورة وقوع المعركة
بلحاظ اخبارات النبي(ص) ومصير الحسين(ع) فالذي أفهمه من هذه الاخبارات هي من قبيل
الاخبارات الاقتضائية اذا توفرت عللها، وهذا ما قد نوسع في بيانه في قادم الأيام
والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات