آخر الأخبار

تطور عملياتى فى إثيوبيا وسط انسحاب الجيش واقتراب المعارضين من السد

 

 


 

عبدالقادرالحيمي

16 اغسطس 2021

القضارف

 

 

تطورات العمليات العسكرية فى جبهات القتال الإثيوبية .

 

انسحاب جيش الدفاع الوطني الاثيوبى ENDF من قامبيلا بإقليم الجنوب.

 

تقدم عسكرى لقوات بنى شنقول والتقراى الذين فتحوا جبهة جديدة فى اتجاه بحردار عاصمة إقليم امهرة.

 

حقيقة الاشتباكات العنيفة التى سمعت أصواتها بوضوح فى جانب الشريط الحدودي مع مشاهدة واضحة لطائرات تحلق ليلا تتجه لامهرة.

 

 

تطورات احداث العمليات العسكرية المتلاحقة فى إثيوبيا تثير الكثير من تساؤلات معطيات المستقبل حول تأثيرها حول المنطقة والسودان على وجه خاص ومآلات مفاوضات سد النهضة المتعثرة متزامنة مع استمرار العمل فى السد والخلافات العنيفة مع إثيوبيا فى نهجها المنفرد فى الملء الأول والثانى ولا تزال هناك خمسة مراحل ملء أخرى متبقية ومن غير المعروف من توفر بارقة أمل فى التوصل لاتفاق نهائى بشأنها مع حكومة النظام الحالى والتى جرفها فيضان ( النيل الازرق الغاضب) كما يصفه الإثيوبيين ،بينما تستميت فى البقاء بعد تفكك جيشها واشتداد ضربات القوى المعارضة المسلحة ولا يشغلها شىء غير ذلك ، ام يترك الاتفاق لحل نهائى لحكومة النظام الجديد الذى سيشهد ميلاده كما هو متوقع خلال أسابيع قليلة، يراعى حقوق الدول الثلاثة وبدون الأضرار بدولة .

 

من ناحية أخرى ، تتزايد وتيرة سير العمليات العسكرية لمصلحة OLA/WPO الاورومية وبين قوات دفاع التقراى TDF وجهة تحرير بنى شنقول، وجبهة تحرير "قمبيلا" فى التقدم واحتلال مناطق ومدن ومحاصرة مدن أخرى.

 

ففى اوروميا استطاعت OLA /WPO استعادة وتحرير كل المنطقة جنوب اوروميا محافظة " بورانا " وهو منطقة قبيلة " بورانا الاورومية " ويتحدثون لغة بورانا الاورومية وهى مختلفة قليلا عن لغة الاورومو " الآفان" وهى منطقة احد كبار قيادات الاورومو البروفسير" حمزة بورانى " وهو احد القيادات الستة OFC الاورومية والذين اعتقلهم ابى احمد وزج بهم فى السجن حتى الان وهى تجاور الحدود الكينية ولها محمية طبيعية نادرة (دوللى) واحكموا سيطرتهم عليها بالكامل مستغلين سحب وحدات جيش الدفاع الوطنى الاثيوبى ENDF والقوات الارترية والقوات الخاصة للامهرة واقليم الصومال الاثيوبى للاستعانة بهم فى وقف تقدم التقراى ، لكن اتضح فعلا هناك ليس قوات حكومية تتواجد فى المنطقة بمقدورهم القضاء بسهولة على قوات الاقليم التى يوكل إليها عادة الدفاع عن الاقليم عند انسحاب الجيش الخكومى، بامكانهم تطوير هجومهم والتقدم نحو مدن قريبة مثل " شاشمينى" و " اواسا" عاصمة اقليم شعوب الجنوب والتى صارت عاصمة للاقليم العاشر الجديد " سيداما" وتبعد "اواسا" 100ك او اقل قليلا جنوب اديس ابابا ، وهى منطقة سياحية خلابة.

 

بينما تخوص قوات دفاع التقراى TDF قتالا ضاريا فى محور " ديسي" محافظة " وللو" شمال اقليم امهرة يتقدم التقراى بوتيرة أبطأ وتدور فيها معارك كسر العظم كما الدفاعات حول " ديسي" قوية لانها مدينة كبيرة مكتظة سكانيا 450/600 الف نسمة ويماثل حجمها مدينة " مدنى " السودانية او اكبر قليلا مما يتتطلب التقدم نحوها بحذر ، ومع ذلك تمكنوا قبل خمسة ايام من اقتحام " ولدايا " وفى نفس الوقت استطاعوا تنشيط جبهة قتال جديدة كانت ساكنة فى اتجاه " بحردار " عاصمة امهرة ، فقد تمكنوا من دخول على مدينة " دبرا طابور" وهى مدينة كبيرة نوعت فى عمق اقليم امهرة. تبعد 40 ك من " بحردار" كما تقع "دبرا طابور" على مقربة "وررثا" القريبة من بحيرة "تانا" وبالتالى الطريق صار سهل الى " بحر دار" من هذا الاتجاه لأنه فى أراض منبسطة مكشوفة خالية من التضاريس وهو طريق سريع تقطعه السيارة الى " بحر دار" فى 40 دقيقة ، اى أفضل من " قوندر / بحر دار " ذو التضاريس الجبلية الصعبة والذى يستغرق الوصول إلى " بحر دار" من اتجاه "ورثا" قوندر حوالى ساعتين وشوية بالسيارة عبر التضاريس.

 

فى بنى شنقول لأول مرة استطاعت جبهة تحرير بنى شنقول من السيطرة التامة على محافظة " كماشى" شمال الاقليم واستمرارها فى الاحتفاظ بها وقاموا بطرد كل المستوطنين الامهرة والاورومو واستعادوا اراضيهم خاصة الزراعية ، بعد ان صدت بنجاح عدة هجمات مضادة ، اما فى غرب بنى شنقول وفى محافظة " متكل" على وزن ( محفر/محقر) ..تمكن ثوار بنى شنقول من الاحتفاظ بمنطقة " المحل" وسبق ان احتلوا هذا المنطقة عدة مرات واستعادتها منهم القوات الحكومية لكن هذه المرة استطاعوا الاحتفاظ بها بعد شتتوا عدة هجمات شنها الجيش الحكومى والميليشيات الحليفة وفشلت الهجمات فى تحقيق أهدافها.

 

تتمركز قوات القائد " عبدالله ابو عيون " حتى الان فى " المحل " التى تبعد 30/25 ك من موقع سد النهضة .

القائد " عبدالله ابو عيون" اسطورة عسكرية فى بنى شنقول ويتمتع بسمعة شعبية جارفة وسط مقاتليه وشعب بنى شنقول لشجاعتة وجسارته الخارقة والغير عادية ، وهى صفة لازمت شعب بنى شنقول منذ القدم ودفعت حاكم مصر الخديوى محمد على باشا بتوجيه من امبراطور فرنسا لاحتلال السودان لجلب رجال بنى شنقول الشجعان للاستعانة بهم فى جيوشه.

 

القائد " عبدالله ابو عيون" لديه قصة مشهورة متداولة فى بنى شنقول تظهر شجاعته وشكيمته القتالية القوية والصلبة ، اذ خلال مشاركته مع قوات بنى شنقول فى القتال ضد قوات " منغستو هايلى مريم " فرغت ذخيرته بعد محاصرته بواسطة جنود الجيش والذين اتجهوا نحوه لأسره ، فسرعان ما انقض عليهم ب" بعكاز" وقضى عليهم وافلت من الأسر.

 

كما دحرت قوات بنى شنقول قوات اقليم الجنوب الخاصة وهزمتهم وأسرت دباباتهم وأطلقت سراح الأسرى مع إنذارهم بتدمير كامل لقوات الجنوب الخاصة لو كررت هجومها مرة أخرى .

 

وترتكز قوات بنى شنقول فى " المحل" ويتجهون على الارجل نحو سد النهضة وسط اقسى تضاريس فى إثيوبيا تخلو من الطرق الممهدة والمعبدة .

 

فى " قامبيلا" سحبت الحكومة الفيدرالية وحدات جيش الدفاع الاثيوبى فيما يبدو لاشراكها فى جبهات القتال فى الشمال ،وتركت لقوات الاقليم الخاصة لتولى الدفاع عنها ، وهناك انباء عن وصول 1500 جندى من جنوب السودان للمشاركة فى الدفاع عن قمبيلا وسكانها اغلبيتهم من اثنيات جنوب " الانواك" و " النوير " .

 

سمع مواطنى الشريط الحدودى السودانى خاصة مناطق جنوب كسلا و على طول امتداد الشريط أصوات اشتباكات عنيفة فى الجانب الاثيوبى وبوضوح شديد لدرجة كانوا يفرزون أصوات المدفعية الثقيلة ، ودانات الدبابات والهاونات والرشاشات الثقيلة وفسروها معارك بين التقراى والقوات الحكومية وذلك طيلة الستة ايام الماضية وتزامن ذلك من تحليق طائرت تطير بالليل فى حدود العاشرة مساء،من قبل عشرة ايام تظهر من شمال " اللوكدى" السودانية محلقة فى العمق الاثيوبى بمحاذاة الحدود السودانية تتجه جنوبا نحو عبد الرافع الحدودية الاثيوبية ثم تتجه شرقا ، وفسرها الاهالى واللاجئين التقراى بطائرات مصرية تحمل دعم للتقراى .

لكن الحقيقة ، تلك الطائرات ارترية تحمل جنود القوات الخاصة للامهرة بعد أن تم تدريبهم فى معسكرات " ساوة" الارترية فى اقليم "قاش بركة " المجاور " كسلا" السودانية ...

 

أما المعارك فقد كانت مناورات بالذخيرة لتدريب مشترك بين الجيش الارترى وقوات الامهرة الخاصة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات