م.مرتضى السراي
يتناول قلم الصفحة بين الحين والأخر بعض الظواهر الاجتماعية
السلبية ويسلط الضوء عليها ..
لفت نظري..ان اتناول ظاهرة من تلك الظواهر وهي ظاهرة ارتداء بعض
المحسوبين على التيارات العشائرية للزي العربي ومايتبعه من ممارسات..وكالعادة
فالكلام في نقاط نذكر منها...
1• ان ارتداء الزي العربي فيما مضى من قبل الآباء والأجداد كان زيآ
لا يمكن الاستغناء عنه في الغالب.. ولا يستلزم منه أي مواصفات تذكر عدا كونه لصيقآ
للرجل العربي بحكم البيئة التي كان يقطن فيها هؤلاء سواء في القرى أو الأرياف أو
حتى البادية..
2• بعد المتغيرات السياسية والاجتماعية التي حصلت في البلاد في
السنوات السابقة برزت ظاهرة مؤسفة جدآ وهي ظاهرة ارتداء الزي العربي من قبل البعض
لأغراض رخيصة.
3•من هذه الأغراض هي ان يقوم البعض بأرتداء زيآ عربيآ وينسق مع
مجموعة لذات الهدف ليؤسس مجموعة(گروب)..
تقوم بمحاولة حلحلة المشكلات العشائرية التي قد تنشب بين عشيرتين أو
بيتين مقابل مبلغ من المال (رشوة)..
ولا ادري بأي وجه يتم اخذ المال وبأي عنوان يسوغ لهم ذلك..
فهل سمعنا مثلآ ان إصلاح ذات البين أو حقن الدماء هو من المهن التي
يتقاضى عليها المصلح مالآ..نعم سمعنا وقرأنا أن المصلح أو (الخيّر)..يتقاضى أجره
من الله تعالى ..وبذلك فقد أساء أمثال هؤلاء الى القيمة المعنوية التي تميز بها
رجال العشائر المحترمين واصحاب الحل والعقد وأهل الجاه الذين لا يألوا جهدا ولا
يدخروا مسعى للإصلاح بين الناس ...
4• ولنا أن نتساءل عن سبب إقدام هؤلاء على المتاجرة والتكسب بهذا
النشاط الذي لطالما كان مقتصرآ على الأخيار من مجتمعاتنا..وحسب قناعتي ان سبب
انتعاش هذا الظاهرة وما يستتبعها هو تراجع المنظومة القيمية التي كانت تحكم
العلاقات الاجتماعية فيما سبق لتحل مكانها ثقافة الدجل والغالب والمغلوب والغاية
تبرر الوسيلة..
5• ان المتشيخين الجدد والمدعين ومشايخ التواصل كان لهم نصيب في إقحام
أنفسهم في النشاط العشائري وكان وجودهم سلبيا بحق ..لان هؤلاء لا يبحثون إلا عن
الشهرة ولا يفتشون إلا عن مصالحهم ...سيماهم الجهل والتحييز والغدر والكذب والأنانية..
6• ان سر انخراط البعض من هؤلاء الجهلة الى العمل الاجتماعي
(العشائري) هو الجهل المؤسف ولأستحالة ان يكون هؤلاء منتجين وفعالين بوضعهم
الطبيعي في المجتمع ...فتراهم يهرولون الى ارتداء الزي العربي وبكلفة بسيطة(صير
شيخ بألف)..
مع إضافة قليل من الدجل والنفاق والكذب واكل الحرام ومعه جهل بعض
الناس وسفاهة وتفاهة بعض المطبلين والمزمرين ...
ليبدأ مسلسل الانحدار الأخلاقي في مجتمعاتنا بصورة مخيفة..
وأسجل هنا شكري وتقديري لكل المشايخ المعلومين والوجهاء الصالحين
لما يبذلوه ويقدموه في سبيل إحقاق الحق وإصلاح ذات البين ..
والحمد لله اولآ
واخرا
0 تعليقات