علي الأصولي
ذكر الخصم أن إغفال القرآن لبويضة المرأة بلحاظ إكثاره من ذكر دور
ماء الرجل في وتكوين الجنين ، دليل صارخ على انبثاق الأصوات القرآنية من أفق
محيطها ، وأما الامشاج التي يذكرها من يحاول الترقيع - حسب تعبيره المضموني - في
سورة الإنسان فليس لها علاقة بالبويضة لا من قريب ولا من بعيد ، انتهى:
أقول: وبعيدا عن عناده في مسألة الامشاج الذي هو الاختلاط ، اختلاط
الماءين ونحو ذلك ، حيث اعتبرها ترقيع دونما دليل ونفي الادعاء ، أقول: بما انه
يلزم نفسه بورود لفظ الماء قرآنيا في حكاية التكوين ، تكوين الجنين ، فلنستمع لأهل
الاختصاص عن معنى لفظ الماء ، حتى نعرف هلا لفظ الماء قرآنيا من مختصات الرجل
بنعزل عن المرأة كما فهم المدعي أم لا؟
قالوا : اسم الجنس (اسم النوع) هو ما دل على الجنس (النوع) عامة،
دون تعيين، والمفرد منه ليس اسمًا مختصًا بعَلَم. فعندما نقول رجل كاسم جنس لا
نعني رجل مُعيَّن.
وبلغة علم المنطق يمكن أن نقول أنه المفهوم المجرد الذهني وليس
المصاديق الخارجية. فهو حقيقة ذهنية خالية من استرجاع الخيال لصورة فرد من هذا
الجنس. وهو موضوع لكل فرد خارجي على سبيل البدل من غير اعتبار تعيّنه.
واسم الجنس نكرة لفظًا ومعنى. فهو نكرة لفظًا ويُعرف بـ
"ال"، وهو نكرة معنى لعدم تعيينه وعدم اختصاصه بواحد معين من أفراد جنسه.
وهو صنفان رئيسيان: الإفرادي والجمعي –وهناك الآحادي أو عَلَم
الجنس-.
· اسم الجنس الإفرادي: يدل على الكثير والقليل منه، وعادة يكون ذلك
في السوائل مثل: ماء - عسل - لبن - زيت - سمن - دم. كما يكون في المعادن مثل: ذهب
- فضة - نحاس. وأشباه ذلك مثل: ضوء- هواء - ملح....
· اسم الجنس الجمعي: يدل على الجمع، وهذه هي عادة أسماء أجناس
الحيوانات والنباتات، مثل: نخل- تفاح- عنب- تمر - شجر - سمك - فأر، وللدلالة على
الواحد أو الواحدة منه تلحق آخره تاء التأنيث (نخلة - تفاحة - عنبة - تمرة - شجرة
- سمكة - فأرة) انتهى:
وبالجملة: فذكر الآيات القرآنية للماء في سياق تكوين الجنين لا
يراد منه خصوص ماء الرجل كما جهل المدعي لأن هذه اللفظة - اسم جنس - فتفطن ولاحظ
والى الله تصير الأمور ..
1 تعليقات
يبدو ان خالق الكون لم يكن يعرف كيف يصيغ لفظة البويضة او يشير اليها اشارة واضحة او ربما تعمد الابهام كعادته ليظل الناس ! وانا اسئل هل يمكن ان نسمي نصا يختلف في معناه ومراده حتى اصحاب المذهب الواحد نصا بليغا !؟ فضلا عن ان نعتبره معجزة بلاغية .
ردحذف