عادل عصمت
* المفكر السوري الراحل الدكتور محمد شحرور صاحب كتاب (الكتاب
والقرآن) ، وصاحب كتاب (أم الكتاب وتفصيلها) ، وغيرها و رائد القراءة المعاصرة
للمصحف ومجدد الخطاب الديني الذى ترك لنا 13 كتابا بعد 50 عاما كاملة من التدبر
الدقيق فى كتاب الله وواضع علم أصول الفقه الجديدة وآليات التدبر الحديثة للقراءة
المعاصرة للتنزيل الحكيم بعد 12 قرنا كاملة من السير وفقا لما وضعه محمد بن إدريس الشافعي
من أصول 4 للفقه والتدبر .
* أدرك شحرور أن القرآن كتاب ألفاظ ومعانى فشغل نفسه بدلالة كل لفظ
على حدة ، وانتبه لرسم ألفاظ المصحف وأدرك أنها وحى يوحى، وأدرك انه لايوجد لفظان
فى المصحف لهما نفس الدلالة، فربى دقيق ومعجز .
* أدرك شحرور اختلاف عربيه القرآن عن عربية العرب و كان"
شحرور" يتحدث من فضاء مختلف تماما ، مغاير تماما ، فضاء ليس فيه اى تداخل بين
الدلالات اللفظية للألفاظ ، فضاء لايوجد به أى ترادف أو تطابق دلالي أو حتى تشابه دلالي
، فضاء دقيق للغاية حصري منضبط محدد للغاية، محدد المصطلحات والألفاظ والدلالات
حيث كل لفظ له حدود ابستمولوجية معرفيه كحدود الأرض التى نضعها بين ملاك قطع الأرض
المختلفة محددة وفاصله ، مقلمة ومميزه ، حيث لاتداخل ولا تطابق، يتعامل مع عربيه
المصحف، عربيه القرآن على أنها غير عربيه الناس، هى عربيه نعم ولكن باستخدام الهي
بلسان عربى نعم لكنه ( مبين) واضح جلى دقيق ، وليس بشرى ملتبس ضبابى الدلالة ، هى
عربيه بدون( ترادف) او تشابه دلالي وردت على اللفظ دقيقه الدلالة قدرتها على الإيجاز
لافته وحصريه، لاتفرط فى استخدام المجاز،
*انطلق "شحرور" من انه لايوجد لفظان متطابقى الدلالة فى
كتاب ربى فالإسلام غير الإيمان والرسول غير النبى ، والكتاب غير القرآن والقرآن
ليس هو الفرقان، والكتاب غير أم الكتاب والنبوة غير الرسالة كما انه فضاء يهتم
اهتماما بالغا برسم اللفظ الذى ورد فى المصحف باعتباره وحى يوحى واختلاف ذلك الرسم
ف (امرأة) غير( امرأت) و(رأى) تختلف عن( رءا) و(سبحان) غير( سبحن) ، (يبسط)
و(يبصط) ، صلاة وصلوة وصلوت، (يستطع) و(يسطع) ، (يطهرن) و(يتطهرن) ، (نعمة)
و(نعمت) ، رحمة ورحمت و......
لكن الآخرون يعجنون ويخبزون ، ويتعاملون مع عربيه كتاب الله وفقا
للترادف والتشابه الدلالي والتداخل الدلالي ، ولا يعيرون فرقا لاختلاف الدلالات
الناتج عن اختلاف رسم اللفظ، ف (رأى) هى( رءا) والصلاة هى الصلوة والصلوت والفقراء
هم المساكين، والروح هى النفس، والعرش هو الكرسي والوفاة هى الموت والعمل هو
الفعل، وجاء هى أتى، والإنزال هو التنزيل ، والكفار هم المشركون... والأب هو
الوالد والزوج هو البعل والبلاغ هو الإبلاغ و نساء النبى هم زوجات النبى والقرآن
هو الفرقان والقرآن هو أيضا الكتاب و الفجر هى صلاة الفجر والصلاة هى أقامه الصلاة
والفاحشة هى الزنا ، والروح هى النفس وكلام الله هى كلماته ورجال تعنى عندهم (
ذكور)، ونساء تعنى لديهم (جمع امرأة) ..
ونعمة هى نعمت ورحمت هى رحمة والزكاة هى الزكوه والفاحشة هى
الفحشاء ، وصلاة هى صلوة هى صلوت ويطهرن هى يتطهرن واستطاعوا هى استطاعوا ويستطع
هى يستطع والصوم هو الصيام ،، الخ،
*اعتمد شحرور منهج أمام النحاة ثعلب الكوفي ( احمد بن يحيى) فى
التعامل مع اللغة العربية على أساس اللاترادف وصاحب المقولة المأثورة ( ماتظنوه
متشابها هو فى الحقيقة متباين) ، وتلميذه أبى على الفارسي وتلميذه بن جنى.
* كما اعتمد شحرور منهج الفراهيدى ( الخليل بن احمد) (صاحب معجم
العين) فى الاشتقاق والتقليب لجذر اللفظ الواحد،
* كما اعتمد شحرور منهج عبد القاهر الجرجانى مؤسس علم البلاغة فى إعطاء
السلطة للمعنى السياقي وحده وليس للمعنى المعجمى لكل لفظ مفرد .
* استحدث " شحرور " منطلقات القراءة المعاصرة التى وضعها
لمنهجه وهى كالتالي :--
* فصل شحرور بين الدين والشريعة وحدد محرمات الدين ومحرمات الشريعة
وأعاد تعريف الصراط المستقيم وأركان الإسلام وفصل بين الصلاة وإقامة الصلاة
والعبادة والاستعانة، وأعاد تعريف الآيات السبع المثانى،
* وصنف شحرور الآيات لأول مره وفصل بين الآيات البينات البصائر والآيات
المحكمات آيات الدين ، وفرق بين المخزن من الآيات والاني (غير المخزن) من الآيات، والتاريخي
من الآيات والديني من الآيات، وآيات الرسالة وآيات النبوة (آيات برهان إلوهية
الرسالة) وحدد المحكمات الدينية وفصل كل محكم وآيات تفصيله معه، وقدم فهما رياضيا
جديدا لقوانين الإرث قائم على بديهيات علم التفاضل والمعادلات الرياضية كما استهدف
شحرور رد الدين إلى عالميته وإنسانيته، وتحديد ملامح الرحمة المهداة وافتراقها عن شريعة
موسى .
* رفض شحرور فكرة الوحي الثاني التي قال بها الإمام الشافعى ورفض
فكره الإجماع وفكرة القياس التى وضعها للتدبر والتفقه فالإجماع لايصنع دينا حتى لو
اجمع كل أهل الأرض والقياس ضاعف المحرمات التى حددها الله أضعافا مضاعفه وفتح
الباب على مصراعيه للتقول على الله وهو احد اخطر المحرمات .
* كما رفض النسخ بمعنى التغيير داخل المصحف فالتغيير لايكون الا من
شريعة الى أخرى ولايكون أبدا داخل الشريعة نفسها حيث التغيير من شريعة موسى عليه
السلام الى شريعة محمد (ص) .
* اعتبر تنظيم النبى للحلال فى عصره ليس دينا لكنه تاريخ .
* رفض القول بالحشوية أو الحروف الذائدة أو المحذوفة فى كتاب الله .
* الالتزام بالمحرمات ال14 التى وردت بالمصحف فقط 9 للدين و5
للشريعة .
·
الإلمام بشريعة موسى بهدف الفصل بين ماجاء ضمنها وبين
الرحمة المهداة.
كما يتعامل مع المصحف بآليات مختلفة وضعها لنفسه كأسس للتدبر وهى
مغايرة تماما أيضا.
* أدوات القراءة المعاصرة وآلياتها للتدبر والتفقه فى الدين كالتالي
:-
* التعامل مع عربيه المصحف وفق اللاترادف و عدم التطابق الدلالي.
* الترتيل : اى جعل الآيات الواردة فى الموضوع الواحد طابورا
*التقاطع بين الآيات الوارد بها نفس اللفظ للوصول الى معناه القرآني
وليس معناه المعجمي.
*تحديد مكان الآية فى القرآن أم فى الرسالة أم فى قصة النبى وقومه أم
من السبع المثانى.
*تصنيف الآية : محكم /متشابه تفصيل محكم/ تفصيل متشابه، /آيات وصف
الكتاب، /والسبع المثانى .
*الفصل بين آيات النبوة وآيات الرسالة.
* الفصل بين المتشابه والمحكم.
* الفصل بين التاريخي والديني.
* تحديد المحكمات وربط كل محكم بتفصيله.
* الانتباه لرسم ألفاظ المصحف واختلاف الدلالات باختلاف الرسم
*الانتباه للضمائر حال وجودها.
* إعطاء السلطة للسياق وحده فى تحديد المعنى.
*و اعتماد المعنى السياقي وليس المعنى المعجمي للفظ .
* الاهتمام بالضمائر فى الآيات وخصوصا ضمائر المتكلم والمخاطب .
* لذلك فهناك فجوة كبيره أو قل هناك (عوالم منفصلة) تفصلهم عن
الرجل وتجعلهم لايفهمون كلام المفكر الحاذق الرصين فهو يحلق فى فضاء مختلف تماما
وهو ماجعلهم يتقولون عليه ليل نهار ، ويتنمرون له ويتهمونه بما لم يرد فى كتبه أو
كلامه أو لقاءاته الإعلامية ، فالمنهج مختلف تماما والفضاء مغاير تماما، وآليات
التدبر مختلفة تماما والمنطلقات مختلفة تماما أيضا ، والأهداف مغايرة تماما والدقة
متناهية واللاترادف غير مألوف لديهم ودقه الدلالات واختلافها واحترام رسم ألفاظ
المصحف لم يحترمه احد أو يلتفت إليه أصلا، ولاحول ولاقوة إلا بالله
0 تعليقات