علي الأصولي
تحدثت كثيرا عن القيمة الاعتبارية لإجازة الاجتهاد في هذه الصفحة
وهنا أروم بالتحدث عن جهة أخرى لطبيعة نفس الإجازة،
المعروف في العصور المتأخرة وفي النجف الاشرف على وجه التحديد، أن
هناك صعوبة نوعية في انتزاع الإجازة، لاعتبارات شخصية أكثر من كونها علمية،
وأقرب التخوفات عند بعض من يتشدد بإعطاء الإجازة هو الخوف من خلق
منافس محتمل في المستقبل المنظور!!
نعم: منهم من يخاف منافسة طلابه وهذا الأمر يتداوله الطلبة فيما
بينهم وأن لم يتحدثوا به في الفضاء والعلن، ولذا تجد أن بعض الطلاب من يرى في نفسه
الأهلية لا يطلب الإجازة بصورة مباشرة بل يجعل بعض الوسطاء ويكلفهم بحكم المعرفة
الشخصية والزمالاتية وكونه من طبقة الفضلاء يقوم هذا الفاضل، بالتوسط بين المجيز
والطالب والمجاز أو من يروم الإجازة،
أنا لا أريد ذكر الأمثلة بالأسماء والمسميات حتى يستمر المتابع وما
تنشره الصفحة لرفع مستواه التوعوي، الذي اتخذ قالب ومقولة الإسلام بخير !
أحاول أن أركز على المفاهيم العامة والفهم من حصة المتلقي بالتالي،
عادة من يريد الإجازة قديمأ هو لإجل أن يرجع بها إلى بلده الأم في
إيران أو الباكستان أو الهند أو أفغانستان أو حتى في دول الخليج، وهذا الرجوع هو
لغايات تبليغية أكيدا،
وبعد التوسط والأخذ والرد الكثير منهم لا يتم له ذلك إما انه غير
مؤهل أصلا أو لا ، كما بينت السبب أعلاه،
ومن منح منهم إجازة اجتهاد نتيجة حضور الخارج لسنوات طوال، فإنه
سوف يواجه تضييق بنفس الإجازة،
وهذا التضييق لا يعرفه إلا أهل الفن ومن جاس خلال الديار،
مثلا لو قرأت إجازات بعضهم سوف تجد بوضوح عبارة وجملة ( أنه حاز
على ملكة الاجتهاد ) وهذه العبارة معروفة آخونديا بإن صاحبها ليس مجتهد فعلي ينظر
الأستاذ!
بل أكثر وصف يمكن أن تعرفه من هذه العبارة هو كون صاحب الإجازة
مجتهدا بالقوة !
وبهذا تكون إجازته عبارة عن شهادة حضور لدرس ذلك الأستاذ أو أنه
مجتهد فيما لو حاول الاستنباط مستقبلا وليس أكثر من ذلك، وبهذا نحن أمام وكالة
بعنوان الإجازة!
على سبيل المثال: الشيخ علي فلسفي، من تلامذة السيد الخوئي، لَمَّا
أرادَ الرجوع إلى مدينةِ مشهد فطلب من السيد الخوئي إجازة اجتهاد، منحه السيِّد
الخوئي إجازة اجتهاد بهذا المستوى، بمستوى أنه حاز مَلَكَة الاجتهاد، أخذ إجازتهُ
وذهب إلى مشهد واستقرَّ في مشهد إلى أن توفي. وقد جاء فيها: جنابُ العالِـمِ
العامل، والفاضلِ الكامل، سند الفقهاء العِظام، حجّة الإسلام الحاج الشيخ ميرزا
علي الفلسفي التنكابني أدام الله أفضاله وكثَّر في العلماءِ العاملين أمثاله،
حتَّى أدرك والحمدُ للهِ مُناه ونال مُبتغاه وفاز بالمراد وحاز مَلَكَة الاجتهاد -
وحازة مَلَكَة الاجتهاد فلهُ العملُ بما يستنبطهُ من الأحكام - وتستمرُ الإجازةُ
إلى النهايةِ - في 23 / ذي القعدة / 1380 هجري أبو القاسم الموسوي الخوئي - مع ختم
السيِّد الخوئي.
وكما تلاحظ لا يجوز أن يقلد غيره لا أنه جاز تقليده، وعلى هذا
المنوال يمكن لك أن تقيس الإجازات التي سطرت في بعض مواقع المراجع المعاصرين!
0 تعليقات