آخر الأخبار

حرباء تشيكوف وبوكشاش المواقف

 




 

علي رحيل

 

 

تغيّر لون جلد الحرباء يكون بحسب وضعها الفيزيائي والفسيولوجي وليس لملائمة لون بيئتها كما يسود الاعتقاد..

 

حقيقة علمية

 

في جنوب روسيا ولد الروائي أنطوان تشيكوف أو تشيخوف سنة 1860

 

والده صاحب بقالة وفي الجوقة الموسيقية للكنسية

 

أما أمه فهى قمة المتعة في سرد القصص وهى ابنة لتاجر قماش كان يسافر كثيرا ويحكي لأبنته

 

عاش الطفل تشيكوف حياته الطفولية بدكتاتورية مفرطة من والده

وبين القصص من أمه والدكتاتورية من أبيه كانت رواياته ومن أهم رواياته كانت رواية الحرباء .

 

قصة الحرباء هى قصة إنسانية معاشة ومتواجدة دائما ونراها ونعايشها ونلامسها في أي مكان ونراها تتكرر في كل زمان صورها الروائي تشيكوف من خلال شخصية متلونة هى شخصية مفتش البوليس اتشوميلوف والذى يتردد كل يوم على سوق المدينة فى دورية روتينية عادية حين يسمع يوما صوت استغاثة عامل قابضا على جرو صيد أبيض ويتهمه بأنه عضه والقصة هنا في تعامل مفتش السوق مع الموقف وتلونه بلون الحرباء حسب وضع – المعضوض – وصاحب العضة

فهو أحيانا مع العامل الذى سبب له الكلب الجرح فى يده عندما يعلم بأن الكلب من الكلاب الضالة فالعامل فى هذه الحالة أهم من الكلب أما عندما تردد قول أوشائعة بأن الكلب مملوك للجنرال فسرعان ما يتغير رأي المفتش ويتهم العامل بالتقصير فليس من المعقول أن يعض هذا الكلب أي أحد فى يده معللا ذلك بطول العامل المفرط وقصر حجم الكلب المسكين

 

ثم يتردد قول آخر بأن هذا الكلب ليس هو كلب الجنرال

 

فالجنرال ليس لديه كلاب

 

فيعود مرة أخرى فيهاجم الكلب ويطلب بإعدامه فورا جزاء عضه لهذا المواطن المسكين

 

وفجأة حضر خادم الجنرال ليخبرهم بأن هذا الكلب هو كلب شقيق الجنرال الذى جاء حديثا إلى المدينة لزيارة شقيقه حينئذ يتحول المفتش إلى الكفة التى يتواجد فيها الكلب ويتهم العامل بالقصور والغباء ويأمره أن يخفي أصبعه المعضوض لأن في ذلك إشارة بالتهديد والوعيد

 

وبأسلوب قصصي محبوك يحولنا تشيكوف من حالة نفسية الى أخرى للمفتش بتحوله من إدانة الكلب العاض الى تبرئته والعضة في الحالتين واحدة وموجودة وظاهرة للعيان

 

هى القصة المتكررة دائما في تلون الأشخاص بحسب الموقف الذي هم فيه ومن حال الى حال بحسب الرؤية التي يرون فيها مصالحهم ولا دخل لهم مع هذه الرؤية بمصلحة الآخرين أو بإحقاق الحق أو حتى بمصلحة الأوطان

 

والعلماء اليوم لاينظرون بنظرة علمية الى الحرباء على أنها ملكة التخفي فهم يرون في كثير من الحيوانات هذه الميزة

 

ولعلنا نحن البشر نرى ان كثير من البشر صارت لهم هذه الميزة وأن تشيكوف قد سبقنا بسنوات طويلة كي يحكي لنا واقعنا المعاش

ومادمنا نعتقد أن الحرباء تتغير فقط بالأجواء ـ وبوكشاش بدل نصك أو إيجيك الديب إيمصك –

 

فلنكتفي بالغضب فقط من تقلبات الطقس

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات