علي الأصولي
يمكن بيان العلة وعدم رجوع الإمام الحسين بن علي(ع) عن المسيرة،
وبعد وصول نبأ شهادة مسلم بن عقيل(رض)، هو معرفة المصير الذي سيلاقيه الإمام في
نهاية المطاف، سواء كانت المعرفة ثابتة عنده برتبة سابقة كما صرحت جملة من الاخبارات
النبوية والمصير المفجع، او كانت بحسب المعطيات الميدانية إذا التزمنا بالفهم
المادي وسير الأحداث،
بالتالي، بعد مقتل السفير قطع الإمام بأن الأوضاع انقلبت لغير
صالحه، وعرف أن السلطة لا تتوانى وملاحقته أما أن ينزل للبيعة او القتل صبرا، وهذا
يعني ان رجوعه لمكة او المدينة لا يحل المشكلة التي احاطة به - سلام الله عليه -
علاوة على أن السلطة وبعد مقتل مسلم بن عقيل - رض - وتفرق من كان معه سجنا أو قتلا
او تخاذلا ، أحست بنشوة الارتياح والنصر وقد عرفت بالتالي ضعف الإمام الحسين(ع)
وعدم وجود من يناصره في الكوفة، وهذا ما عرفناه بوضوح بعد أن أرسل ابن سعد كتابه
لعبيد الله بن زياد والذي افاد - بامكانية الانصراف إلى غير وجهة - بعدما نقض
القوم عهودهم ومواثيقهم - الا أن ابن زياد رد على كتاب ابن سعد - الآن حين علقت
مخالبنا به يرجوا النجاة، ولات حين مناص –
إذا الإمام وبعد سير الأحداث وانقلابها تعسر عليه الرجوع بعد خبر
مقتل مسلم، وهذا وإن كان احتمالا محترما، إلا أنه يمكن أن يتمسك به بعد جمع
القرائن، ومن القرائن أن الحر بن يزيد الرياحي وهو كبير جنرالات الكوفة في وقته،
قد أخبر الحسين بن علي(ع) على نية السلطة وعزمها على كل حال،
ما أريد بيانه: ان الإمام وبعد وصول نبا مقتل سفيره نظر إلى أخوة
مسلم فقال لهم: ما ترون؟ وقد قتل مسلم؟
فقالوا: والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق.
فأقبل الحسين(ع) على من قدم الاقتراح فقال: لا خير في العيش بعد
هؤلاء .. انتهى:
وهذا لا يعني ان الإمام أراد ترك المسير وانحرج من آل عقيل كما فهم
من لا خبرة له في سياق الأحداث، بل عرض الإمام المسألة على أولاد ابن عمه لينظر ما
هم فاعلون، بالتالي كان جواب الإمام الحسين(ع) من الصراحة بمكان - ولا خير في
العيش بعد هؤلاء - الإرشاد للمفيد ومقتل الخوارزمي - فانظر وتأمل ولا تأخذ بها
عريضة والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات