علي رجب
تفجيرات داعش في كابل ، هي جزء من إدارة الصراع داخل أفغانستان،
وهي رسالة أيضا إلى قادة طالبان بنا يمكن أن تكون عليه الأوضاع في حالة تخطي
الحركة "الصفقة" التي أوصلتها إلى كابل.
تصريحات قادة طالبان بعدم السماح للجماعات الإرهابية في أفغانستان،
ليس كرها لهذه الجماعات أو الحصول على تأشيرة الاعتراف الدولي، ولكن خوفا من
سقوطها في مأزق "صراع التنظيمات".. لعدة أسباب:
1- الحركة لا تريد تكرار صراع فصائل المجاهدين بعد خروج السوفييت
على السلطة، ووجود أكثر من "رأس" في الدولة بما يهدد بتآكل مكانتها في
السلطة.
2- طالبان تخشى أيضا من استقبال جماعات إرهابية بمختلف ولاءاتهم من
التأثير على بنيته الحركة والتي تتشكل من 3 تيارات رئيسية، تيار مجلس شورى
"كويتا" بزعامة الملا هيبة الله أخوند زاده، وتيار "الاعتدال-
اللاعنف" بزعامة الملا معتصم أغاخان، وتيار "شبكة حقاني" بزعامة
سراج الدين حقاني -نجل جلال الدين حقاني، أحد أبرز زعماء طالبان التاريخيين-
وتُشكل الشبكة المكون الأكثر تشددًا في طالبان، بما يؤثر هؤلاء القادمين من الخارج
على "لعبة التوازنات" داخل الحركة ، وانفجار الصراع بين تياراتها.
3-- طالبان تخشى أيضا من "النموذج السوري"، بأن يؤدي
وجود جماعات إرهابية بمختلف جنسياتها وتوجهاتها إلى تحول أفغانستان لصراع جديد بين
هذه الجماعات كما حدث في سوريا.
4-طالبان أيضا تخشى من تصاعد قوة "داعش" في أفغانستان،
واستقطاب تنظيم البغدادي لـعناصر الحركة المتشددين الرافضين للخطاب الجديد لقادة
طالبان، بما يؤثر على قدرة الحركة بفرض سيطرتها على أفغانستان.
5- تواجد جماعات إرهابية يعنى تحول أفغانستان إلى ساحة صراع دولي،
وتدخل دول الجوار بشكل عسكري في أفغانستان، بما يسقط الحركة بطريقة غير مباشرة
ويجعلها عاجزة عن فرض سلطتها بما يهدد بنيتها.
6-بوادر حرب تنظيمات بين طالبان وداعش والقاعدة، والتحرك الخفي
لميليشيات الإخوان "صلاح برهاني-قلب الدين حكمتيار" في أفغانستان، يجعل
الحركة في عملية استنفار دائم.
7-الآن طالبان تسقط في مأزق السلطة بكل التزاماتها الداخلية
والخارجية، وأيضا ترجمة "خطاب الاعتدال" الجديد إلى أرض الواقع ، بما
يضعها في امتحان صعب أمام أتباعها أولا وأمام الشعب الأفغاني ثانيا، والمجتمع
الدولي ثالثا.
0 تعليقات