قاسم المَسْعوديّ
س/ ماهي مخرجات الموسم العاشورائي؟
الجواب الإجمالي: كثرة المباني لاتدل على كثرة المعاني .
الجواب التفصيلي: في كل مشروعٍ سواءً أكان شخصياً أو عامًا ،
علمياً أو دينياً أو إنسانياً ، فنحن بحاجة إلى ثلاثة عوامل [وسائل] رئيسية :
١- عامل المال أو المادة التي تموّل المشروع .
٢- عامل الجهد أو الطاقة التي تُستنزف لإتمام المشروع .
٣- عامل الزمن والوقت الذي يعتبر ظرفاً لذلك المشروع ، والمشروعُ
مظروفاً له ..
وبعد إتمام المشروع ينبغي أن تكونَ مخرجاتُه ومعطياتُه ، أحسنَ
مردّاً وأكثرَ نفعا ممّا بُذل من الوقت والجهد والمال في سبيله .. وبعبارة
اقتصادية ينبغي أن تزيد الأرباح على رأس المال ..
إذا طبقنا هذا المبدأ على قضية عاشوراء فإننا "غالباً"
نستخدم هذه العوامل والوسائل الثلاثة بأمور جانبية أو خارجة أساسا من القضية
الحسينية ، وبالتالي فإن مخرجات المشروع العاشورائي الايجابية والتغييرية عندنا
ضئيلة إن لم نَقُل معدومة ، لأننا استنزفنا وقتنا ومالنا وجهدنا في أمور نتوهم أنها
من صميم عاشوراء وهي لاتمت لعاشوراء ولا لحسينها عليه السلام ، من قريب أو بعيد..
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ
سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
صُنْعًا ) .
من أهم مشاكلنا وعوائق تقدمنا على المستوى الديني والمؤسسي أننا
نخلط او لانميّز بين الوسيلة والهدف ، فنغرق ونذوب في الوسيلة على حساب الهدف ، بل
بعض الأمور ليست وسائل إنما هي لهو وعبث نقوم به لنقتل وقتنا او نرضي أمزجتنا
وشهواتنا به ، وندّعي كذباً ووهماً أنها وسائل .. ومن غريب الأقوال قول بعضهم :
أقتلُ الوقتَ!! هل الوقت عدوك كي تقضي عليه؟ الوقتُ أثمنُ شيءٍ نملكه -إن جاز
التعبير- لأنه وعاءُ إنجازاتِنا ومشاريعنا وعطائنا .. في البحار عن الإمام علي(ع) :
( إنّك تُملي على كاتِبَيْكَ كتاباً إلى ربك ) ..
وعن النبي(ص) : ( لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن
عمره فيما أفناه ، وعن علمه ما فعل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن
جسمه فيما أبلاه ).
وأتذكر أبياتاً من قصيدة لازلتُ أحفظها من قراءة السادس الابتدائي:
ثُمَّ قالَ الْوَقْتُ لِلنَّاسِ وَداعَا
إِنَّنِي أَنْفَسُ شَيْءٍ فِي الْوُجُودْ
تَرْجِعُ الْأَوْراقُ وَالطَّيْرُ جَمِيعَا
وَأَنا، مِنْ حَيْثُ أَمْضِي، لا أعود .
قاسم المَسْعوديّ ٧ / ٩ / ٢٠٢١ .
0 تعليقات