آخر الأخبار

خيار المقاطعة الانتخابات والفتوى (7)

 




 

عز الدين البغدادي

 

كان رأيي دائما أن الفتوى عليها أن تبتعد ما أمكن عن موضوع الانتخابات، ولهذا رفضت تماما الفتاوى التي دعت الناس الى المشاركة في الانتخابات فضلا عن دعم فوائم بعينها مثل 169 لا سيما مع ما ظهر من فساد قادتها، وبنفس الوقت لم أكن أتمنى ان تعلن فتاوى لتحريم المشاركة في الانتخابات.

 

وكنت استدل لذلك فقهيا بأن النبي (ص) أشار عليه عمر بن الخطاب بقتل أحد المنافقين وهو ابن أبي سلول، فرفض وقال: ويقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه؟ ومر زمن وانكشف أمر هذا المنافق فكان إذا صدر منه شيء كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنفونه، فقال النبي (ص) حين رأى ذلك: "كيف ترى يا عمر أما والله لو قتلته يوم قلت لي، لا رعدت له أنف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته. فقال عمر: قد والله علمت لأمر رسول الله أعظم بركة من أمري" ووجه الاستدلال هو ان النبي (ص) أراد ان يعطي للناس وقتا حتى تتضح لهم الأمور، وتنكشف لهم حقائق هذا الرجل الذي كان يظهر الإسلام ويبطن الكفر.

 

قبل سنوات (في الانتخابات البرلمانية الثالثة على ما اذكر) طلب مني الإخوة في المدرسة الخالصية أن أصلي الجمعة في المدرسة، وفي الخطبة تطرقت لموضوع الانتخابات ورغم أن رأي المدرسة وقيادتها الدينية كان واضحا منذ البداية برفض المشاركة في الانتخابات إلا أنني قلت من على منبر الجمعة بأن إدخال الفتوى في الانتخابات مع أو ضد هو أمر غير صحيح، وأن ما علينا هو ان ننبه الناس الى فوائد أو أضرار المشاركة فيها. ليس كل شيء يحل بالفتوى، والتحليل والتحريم، والأمر والطاعة، بل لا بد ان يكون المجتمع واعيا ولا بد لأهل العلم والوعي أن يثيروا عقول الناس لما يصلح حالهم ولا يسمح لأحد أن يخدعهم او يستغلهم.

 

اعتقد ان الانتخابات أثبتت فشلها وأنها لا تستطيع ان تقدم مخرجات ناجحة ومقنعة، وان المشاركة فيها لا تعني الا دعما للفساد والفاسدين، وهذا يكفي لمن كان له عقل ولمن ( كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ).

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات