آخر الأخبار

أنظمة وعمامات ..

 




 

حمدى عبد العزيز

25 سبتمبر 2018

 

أثناء قراءاتي للحظة التاريخية التي أسفرت عن ظهور ما أطلق عليها وقتها ب"الصحوة الإسلامية" ، وهو الاسم الظاهري لإعادة بعث حركات وتيارات التجارة السياسية بالدين الإسلامي في مصر وسائر مناطق الشرق الأوسط، والتي قادها كلاً من الرئيس المصري الأسبق (السادات) ورجل المخابرات الأمريكية في المملكة العربية السعودية (كمال أدهم) في بدايات سبعينيات القرن الماضي ..

 

عثرت علي شهادة لأحد أبطال هذه العملية وهو الدكتور محمود جامع الذي كان أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ، وهو كان في نفس الوقت صديقا مقرباً للرئيس السادات ..

 

وقد أثمرت علاقة الصداقة هذه عن تكليف السادات له والمهندس عثمان أحمد عثمان بالتوجه إلي المملكة السعودية لمقابلة قيادات هذه التيارات والحركات هناك والاتفاق علي عودتها إلي مصر لمساعدته في مواجهة ما اعتبره السادات وقتها بتمدد خطر الشيوعيين والناصريين في مصر ..

 

وبالإضافة لرواية التي ذكرها محمود جامع في كتابه (عرفت السادات) هناك روايات أخري سعودية ومصرية تؤكد علي نفس الوقائع بما لها من دلالة توضح إلي حد كبير وحاسم طبيعة التوجهات الطبقية لهذه التيارات والحركات ، وتحتوي علي مفاجئة ربما لايعرفها الكثيرون وهي أن طلعت مصطفي مؤسس إمبراطورية طلعت مصطفي ووالد رجل الأعمال المالتي ملياردير هشام طلعت مصطفي كان ضمن كوادر هذه الجماعات الهاربة إلي الخارج، والتي أسقط عنها عبد الناصر الجنسية المصرية ..

 

الوقائع التي تتوافق علي صحتها هذه الروايات تدور كلها حول اجتماع عقد في أوائل السبعينيات في المملكة السعودية بمعرفة كل من محمود جامع ، وعثمان أحمد عثمان ، المفوضون من قبل السادات بمهمة التفاوض مع هذه الجماعات والوصول معها إلي اتفاق يؤمن للسادات حليفاً جديداً يعينه علي انجاز مايضمر ضمن سياق أوسع لم تكن معلوماته متوافرة إلا في دوائر المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاجون .

 

وكان السادات قد مهد لهذا الاجتماع بإصدار قرار بالإفراج عن أثنين من أهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين هما المستشار صالح أبورقيق، والمستشار عبد القادر حلمي، كعربون لجدية صدق نواياه تجاه الإخوان وبناء ثقة يتم علي أساسها التفاوض مع قيادات الإخوان الموجودين في المملكة السعودية ..

 

وهكذا بالفعل تم الاجتماع بين مندوبي السادات وبين قيادات جماعة الإخوان المسلمين .

 

، وحضر الاجتماع من بين كوادر الإخوان الهاربين والمسقط عنهم الجنسية بقرار من عبد الناصر وهم :

 

- الشيخ يوسف القرضاوي

 

ـ الدكتور احمد العسال

 

ـ الدكتور سالم نجم

 

ـ رجل الأعمال طلعت مصطفي (مؤسس إمبراطورية طلعت مصطفى)

 

ـ رجل الأعمال عبد العظيم اللقمة

 

ـ رجل الأعمال فوزي الفتي

 

ونتج عن هذا الاجتماع اتفاق علي إعادة الجنسية المصرية لهؤلاء ورفاقهم في المملكة السعودية وعودتهم إلي مصر، وتعهد من السادات بالإفراج لاحقًا عن كل قيادات وكوادر، وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وإعادتها إلي الحياة السياسية (وهو ماتم تنفيذه بالفعل بعد حرب أكتوبر 1973 عبر السماح بإصدار مجلة الدعوة ، والترخيص للجماعة كجمعية خيرية دينية) ..

 

وهذا الاتفاق قد رعاه ملك المملكة السعودية الملك فيصل وقتها، وقدم بمناسبة ذلك دعماً مالياً بلغ 100 مليون دولار للأزهر علي أن يخصص منه مبلغ 40 مليون دولار تحت مسمي (محاربة الشيوعية والإلحاد ) ..

 

الدلالتين الأهم من هذه الرواية هما :

 

الأولي .. هي مدي ارتباط هذه الجماعات طبقياً بمصالح الطبقات الرأسمالية المصرية ..

 

والثانية .. هي أن الأزهر كان شريكاً أصيلاً في هذه العملية، وأنه كان أداة في يد السادات والمملكة السعودية لوضع الإمكانات التي وفرتها الحقبة النفطية السعودية في خدمة إعادة تأسيس ودعم هذه الجماعات الفاشية، وهو الدور الذي وصل إلي ذروته عندما كان الأزهر شريكاً في الدعوة إلي الجهاد في أفغانستان ..

 

**********

المصادر :

ـ الدكتور محمود جامع ..(عرفت السادات )

ـ محمد عبد الغفار (الوفد 21 مارس 2012 )

ـ عبدالله بن بجاد العتيبي (الإخوان والسعودية .. القصة الكاملة)

ـ الشرق الأوسط .. 6 إبريل 2014

 

إرسال تعليق

0 تعليقات