آخر الأخبار

الزوار الإيرانيون… الحساسية والمشكلة

 






 

عز الدين البغدادي

 

في لقاء تابعته قبل سنوات مع وزير السياحة والآثار الأسبق لواء سميسم مع الإعلامي سعدون محسن ضمد قال الوزير في معرض حديثه: بأننا لا نهدف إلى الفوائد المادية من السياحة‼

 

وكان تصريحا غريبا وصادما، ووقتها علق أحد المعارف وهو يضحك ويقول: هذا الوزير يدور وجوه مو فلوس.

 

شخصيا لا أجد حساسية من دخول أعداد كبيرة من الزوار الإيرانيين والخليجيين واللبنانيين والآذريين وغيرهم، واجده شيئا جيدا ومفيدا للبلد، فهناك دول كثيرة تعيش على السياحة أو تمثل السياحة دخلا هاما كتركيا وايطاليا وتونس ولبنان، واعتقد ان التحسس من دخولهم ليس في محله ما دام يأتي الضوابط السياقات.

 

لكن ما يثير السخرية أكثر ما اسمعه من بعضهم من الخطباء وعامة الناس وهم يمجدون بشكل مبالغ به زيارة الإيرانيين الى المراقد المقدسة، واعتقد ان هذه رؤية ساذجة الى درجة مقرفة لما فيها من قصر نظر.

 

في كلام للإمام الرضا ع وهو يذكر فوائد الحج: "ومنفعة من في شـرق الأرض وغربهـا، ومن في البر والبحر ممن يحج ومن لا يحج، من تاجرٍ وجالبٍ وبائعٍ ومشترٍ وكاسبٍ ومسكين…" اي أنه يذكر ويقر بالفوائد المادية التي تقترن بموسم الحج ولا يراها شيئا سيئا أو يتنافى مع العبادية وهذه رؤية منطقية عقلائية...

 

قبيل جائحة كرونا قرأت في خبر أن السعودية حصلت على أرباح بمقدار 16 مليار دولار من موسم الحج، أما عندنا فلأننا نفكر بطريقة ساذجة دينيا وسياسيا وإداريا، فكل شيء متوفر مجانا رغم أن الأمور لا تكون كذلك عندما تذهب لزيارة المراقد المقدسة في دول أخرى، والمضحك أن من يصرف الأموال الطائلة هنا لن يجد من يعطيه قدح ماء مجانا هناك، لكن مع ذلك يفرح جدا عندما يقال له بأن كرم العراقيين شيء لا يوصف وما الى ذلك.

 

وبالتالي فان "السياحة الدينية" بدل ان تمثل عاملا مساعدا فإنها لن تكون غير عبء اقتصادي ضخم، فضلا عن استغلاله في أمور كثيرة ضارة.

 

نقول الله المستعان حتى يفرج الله عن هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره والمبتلى بسياسيين ورجال دين وإعلاميين يفتقرون لأدنى ما يحتاجه الإنسان العادي من الرؤية المنطقية.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات