محمود جابر
العقل الناظم للعملية السياسية العراقية اختار تشرين من اجل الإيحاء
للناس وللمتابعين بان الانتخابات تعبير عن رغبة الجماهير فى التغيير ..
بين انه من المستبعد كثيرًا– ولو أنه مستحيل– أن تبدّل الانتخابات
العراقية الخريطة السياسية في البلاد، أو أن تؤدي إلى حدوث أي تغييرات كبيرة، مثل
تقويض سلطة الأحزاب الحاكمة الحالية.
فالأحزاب الأقوى في هذه الانتخابات هي الأحزاب نفسها التي هيمنت
على الشؤون السياسية العراقية منذ عام 2003.
وثانيًا، لم تتغير الخريطة السياسية والديمغرافية للتحالفات، وما زالت
قائمة على الانقسامات الإثنية والطائفية القديمة.
وفي هذا الصدد، ما من
تحالفات قوية عابرة للإثنيات والطوائف تضم كافة الفصائل العراقية– الكردية والسنية
والشيعية.
وأي تحالفات بين الطوائف هي تكتيكية وليست مصممة للعمل من أجل
تحقيق أهداف جماعية، أو وطنية عراقية!!
وفيما كان الأمل موجود في إمكانية أن يؤدي متمرسو المظاهرات في
العراق، لا سيما في المناطق التي يهيمن عليها الشيعة فى الوسط والجنوب، دورًا
أساسيًا في الانتخابات المقبلة من خلال إضعاف حكم الأحزاب الشيعية التقليدية، ولكنهم
خسروا فرصة تشكيل تحالف موحد بسبب الافتقار إلى الخبرة والقيادة والانقسام العميق،
والاستقطاب المباشر أو غير المباشر من اجل إفساد مثل هذه التحالفات.
وأخيرًا، سيُضعف تبديل القانون الانتخابي أكثر فأكثر أي احتمال للتغيير،
وسيحافظ بدلًا من ذلك على نفوذ الأحزاب السياسية المترسخة فى حكم العراق.
ولا شك في أن القانون
الانتخابي الجديد سيلحق الضرر بموقع الأحزاب والتحالفات الجديدة والصغيرة
وسيُضعفها لصالح الأحزاب الكبيرة والمسيطرة على ساحة الفعل السياسي فى العراق مما
يعنى قبض الريح ..
0 تعليقات