محمود جابر
التفكير هو عملية الفهم الناتجة عن استخدام العملية العقلية التي
تنتج الأفكار . والتفكر هو بالتأكيد عملية واعية . هذا يتطلب المنطق . والشخص الذي
يستخدم أسباب مختلفة للوقائع التي تنطوي في قضية معينة ، ويحاول أن يفهم المنطق ،
مع إيجاد حل لهذه القضية . للوصول من التفكير إلى التفكر الذى يعنى التفكير
المنطقي السديد.
ولكن هناك من يستخدم بديلا للتفكير، وهو الاستمناء الفكري للوصول إلى نشوة كاذبة
من الفهم المعرفى الذى يبعد الشخص عن التفكر حتى يصل الى فهما خادعا كما هى النشوة
الخادعة فى الاستمناء .
واحدة من قضايا الاستمناء الفكري الذى تشغل مجالس العوام والمثقفين والمحللين
والخبراء هو ما يحدث فى أفغانستان، حيث تحاول بعض وسائل الإعلام، وربما أغلبها
ممارسة الاستمناء الفكري الافغانى من اجل الوصول للمشاهد والمتابع من أن الولايات
المتحدة الأمريكية هزمت فى أفغانستان وخرجت تجر أذيال الخزي وتتجرع مرارة الهزيمة
النكراء، ليحل محلها حكومة إسلامية تسمى حكومة طالبان الإسلامية.
فهذه الوسائل وهؤلاء الخبراء الذين يريدون أن نصل للحظة نشوة فكرية خادعة – أشبه
بالاستمناء- يحاولون أن يمحو من ذاكرتنا أن جماعات الإسلام السياسي فى منطقة
الأفغان – أفغانستان – وباكستان- صنعت على أعين وبأيد المخابرات الأمريكية، تسليحا
وتدريبا وتمويلا ونقلا، ودعما لوجيستيا من خلال الولايات المتحدة الأمريكية من اجل
أن تكون تلك المنطقة مقبرة الاتحاد السوفيتي وهو ما حدث بالفعل .
وأن حركة طالبان كانت أحد ثمرات تلك الخطة صنعتها المخابرات الباكستانية بالاتفاق
مع الأمريكان لإنهاء عهد أمراء الحرب – الجهاد- فى أفغانستان حتى جاءت أحداث
الحادي عشر من سبتمبر، أيلول من اجل ان تذهب الولايات المتحدة بنفسها من اجل إعادة
تأهيل وترميم ما فسد من تلك الجماعات ومن اجل تنشيطهم وإعادة تأهيلهم وإرسال بعضهم
إلى العراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن وإفريقيا لتحقيق أهدافا أمريكية فى كل بقعة
من تلك البقاع .
وقد انتهت مهمة القوات الأمريكية فى أفغانستان مهمة وجود القوات، ومع وصول الصراع
بين الولايات المتحدة والصين مرحلة الصدام الحتمى، قررت الولايات المتحدة خوض هذا
الصراع من خلال تلك الجماعات التابعة لها واحدث حالة فوضى فى وسط آسيا على ضوء
اصراعها مع الصين والدفع بزيادة حجم التوترات القائمة في بحر الصين ومحيطة لتدخل
منطقة الافغان الى دول التوتر كالفلبيين وماليزيا وكمبوديا وتايوان وغيرهم حتى
يكون التوتر فى البحر والبر لمحاصرة الصين تجاريا وتحجيم نشاطها التجارى عبر البر
والبحر .
ومن خلال محطة المخابرات الأمريكية فى الدوحة بدأت الرحلة قبل عامين سابقين
بالحوار وشرح الدور المناط لقوات طالبان تنفيذه فضلا عن وجود جماعات أخرى فوق
التراب الافغانى سوف يكون لها دور آخر مثل تحالف الشمال بالإضافة لداعش وتنظيم
القاعدة .
خرجت الولايات المتحدة بعد هذا الحوار – عملية تأهيل – مع طالبان وقد تركت لهم ما
يعينهم على تنفيذ مهمتهم المطلوبة والتى تمثلت فى مهام عسكرية ضخمة جدا قد لا
تمتلكها دول فى حالة اقتصادية جيدة واستقرار وهذه المعدات العسكرية هى :
- 73 ألف سيارة ما بين شاحنة ومدرعات وشاحنات محملة بمدافع .
- 200 طائرة ما بين نقل عسكرية وهجومية قتالية ومتعدد الأغراض من
كافة الأنواع الأمريكية.
- 64363 بنادق رشاشة.
- 35830 بنادق هجومية
- 12695 مسدسات
- 162043 أجهزت اتصالات لاسلكية
- 16035 مناظير ليلية
فهذا تسليح جيش مقاتل لم تحاول الولايات المتحدة التى قررت الرحيل من أفغانستان من
عامين سابقين لا نقل هذه المعدات ولا تدميرها ولكن عملت على ابقاء كل هذه المعدات
والتجهيزات العسكرية فى اعلي كفاءة تسليحية من اجل تنفيذ المهمات المستقبلية، وبعد
كل هذا يخرج علينا جماعة الاستمناء الفكرى من اجل ان يخدعونا بنشوة الانتصار
الزائف . أو أن طالبان اليوم غير طالبان ما قبل الغزو، وكأنهم لم يشاهدوا ما حدث
فى محيط المطار او قتل مغنى شعبي افغانى او تهديد الناس وفرض سلوك بعينه على مجتمع
كامل أو حالة الخوف والهلع التى اصابة بنى جلدتهم الذين يعرفونهم حق المعرفة لانهم
جزء من مجتمعه ولكن جماعى الاستمناء تحاول ان تمارس نشوة الخداع الكاذبة بتجميل
صورة طالبان القبيحة وان تقول لنا أن طالبان جماعة تحرر وطنى طردت المحتل الامريكى
من أرضها .
1 تعليقات
الاستنماء الفكرى مقال مهم جدا
ردحذف