علي الأصولي
يبدو لي بإن من رام تمرير موضوعة ما ، فما عليه إلا الالتحاف
بعباءة أحد الكبار ، لسد الطريق على المختلف بحجة التبني والتقعيد أو الإثارة
والتجذير.
وهذا تماما ما فعله الباحث اللبناني الشيخ حب الله في بحث - فقه
المصلحة - والذي سخر الشيخ حب الله إمكاناته العلمية ووظف آلية التأصيل والتقعيد
في البحث عن إعذار الخلفاء الثلاثة.
وطريقة حكمهم في أيام
خلافتهم. إذ أن أغلب القرارات السياسية الدينية التي صدرت منهم خاضعة لمبدأ - فقه
المصلحة - ضمن الإطار الاجتهادي للخلفاء. وما على القارئ والمتابع إلا أن يتفهم
هذه السياقات الطبيعية في الحكم والقرار .
وقد فات فقيهنا الشيخ حيدر بإن من شروط العمل المصلحي هو كون
الممارس فقيها عارفا بالأحكام وناظرا للزمان والمكان.
مع ضمينة العدالة وغيرها من الشروط المعروفة. والتي لم نر لها تحقق
يذكر في نفس الخلفاء.
وكيف كان: ينبغي على من ذهب إلى مذهب التبرير ان يكف لسانه عن
الخليفة عمر بن الخطاب الذي منع المتعة إذ أن المصلحة قاضية بالتحريم. سواء كان
المانع معاصرا للإمام علي (ع) أم غيره من أئمة أهل البيت(ع) فالكل في الشرع سواء.
نعم : وللإنصاف ان الشيخ عندما عرض هذه الكلمات يبدو بأنه ليس من
باب التبني بقدر ما هو من باب جس نبض الشارع الشيعي وفتح الباب الأوسع لفقه
الأعذار والتي سوف تبتدا بالخلفاء الثلاثة ومرورا بحكام بني أمية وآل العباس إلى
ما شاء الله من حكام تحت غطاء فقه المصلحة في ثوبه الجديد! ..
0 تعليقات