آخر الأخبار

بين ما يوصف بـ "رواية القرآن" وما يوصف بـ "رواية السنة" القول الفصل... من ا.د أحمد يوسف؛ ا.د السيد فضل

 

 




رأفت السويركى

 

 

حين تتصدى للكتابة حول قضية شائكة فكأنك تضع قدميك في الأرض الملغومة؛ وقد تتهددك المخاطر الفكرانية غير المعلومة؛ خاصة إذا كانت تتعلق بالإشكاليات ذات الطابع العقدوي المفصلوي العميق؛ من نوعية قضية "القرآن الكريم" وما وصف بـ "السنة" القولية المنتسبة إلى الرسول الأكرم (صلعم).

 

إذ أن تلك القضية تشهد جدالات لا حدود لها؛ وتناحرات ذات بُعد سياسوي مُقْحم على العقيدة السمحاء؛ بدأت عقب وفاة الرسول؛ وتخندق كل الأطراف فيما اصطنعته من "أنفاق مروياتية" تبرر لها ما تتوهمه من مشروعية. لذلك عرفنا عن مدرستين محكومتين ببعدين مذهبيين/سياسويين؛ وكل منهما يحاول إنجاز المغالبة والتغلب بـ "الرواية". أتحدث عن نهجي من يوصفون بأهل "إسلام السنة" و"أهل إسلام الشيعة".

 

والملفت للانتباه أنهما مختلفان؛ ومتفارقان ومتخندقان فقط بفعل ما يُسمى "الروايات". إذ كل منهما له "مروياته" وادعاءته من رواته التي كما يُقال "يشيب من هولها الغُلْمان"؛ ومستهدفها إسباغ المشروعية على المشروع السياسوي العقدوي الخاص.


"الشيخ" خالد الجندي... في فاصل تسويق بضاعة "قبيلة حَدَّثَنَا"!!

 

*****

 

وفي هذا الإطار لعب "الرواة" الدور المخيف في بناء حواف سياسوية مخادعة محيطة بالدين السمح القيم؛ بل هناك من لم يكتفِ بمنظومة مروياته المخيفة؛ فلم يتورع عن "الغمز الخفي" بمروياته المكذوبة في القرآن الكريم نفسه؛ وهو الكتاب المحفوظ بأمر الله من التغيير والحذف والإضافة والتقديم والتأخير بنسقه المتكامل؛ ليبقى "كتاب الله" النص السماوي الوحيد الكامل المكتمل كما نزل على قلب الرسول؛ إذ جرت كتابته في حياته وجمعه والتدقيق عليه مع جبريل ملاك السماء الذي نزل به من الله فبقي كتاباً مقدساً محفوظاً.

 

 

*****

 

وفي إطار ذلك التصارع ليس بين المدرستين السياسويتين "السنية" و"الشيعية"؛ ولكن في محيط من يُسمون دعاة إسلام أهل السنة؛ يخرج بعض محترفي تلك الدعوة ليقولوا العجب العجاب؛ وهم يحاولون "تجليس" الروايات المتعلقة بالحديث والموصوفة بالسنة ليضعوها في "الكفة" المعادلة للقرآن الكريم. وهي القضية التي كانت موضوعاً لتدوينتي المعنونة بـ " الشيخ خالد الجندي... في فاصل تسويق بضاعة قبيلة حدَّثَنا".

 

وقد حركت القضية المثارة ردود أفعال كشفت أهمية التحاور حولها؛ لارتباط ذلك بمحاولات ابتناء وعي مغلوط تجاه القرآن الكريم؛ والذي قد لا يقصده الشيخ خالد الجندي وهو يحاول الصعود بالرواية كنمط قول بشروي منتسب للرسول؛ ووضعه في منزلة القداسة التي تحيط بكلام الله الذي أبلغه الرسول إلى البشرية جمعاء.

 

*****

 

ولعل الحضور الوراف لأستاذيَّ الكبيرين ـ مع حفظ المقامات ـ "ا.د السيد فضل" ، "ا.د أحمد يوسف علي" قد أكسب الحوار قيمة أكاديموية عالية؛ إذ كان لمناقشتهما الموضوعية وضعاً للنقاط فوق الحروف؛ بحيث يقدم كل منهما الدليل الهادي لمن يسعى لمعرفة الكثير والحاسم حول هذه القضية الإشكالية في تاريخ عقيدة الإسلام.

وإدراكاً مني لقيمة ما تفضل به العالمان الكبيران من علم نافع وناجع فضلت القيام بإعادة نشر ما تكرما بذكره في إطار التعليق على تدوينتي؛ لكي يلتفت الأصدقاء المهتمون بالقضية لما قدماه من علامات تدل الباحث عن الحقيقة؛ لاتخاذ ما ذكراه دليلاً يساعده في الاهتداء للموقف الصائب؛ وليفتش عن المرجعيات المتعلقة بالقضية للاطلاع عليها:

 

** الأستاذ الدكتور السيد فضل Assyed Fadl :

----------------------------------------------

 

 

- غضب الرسول غضباً شديداً قيل لم يروه غاضباً هكذا حين علم تدوين بعض ما كان يقوله لأصحابه، وأصح ما ورد عنه "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". وقد كذبوا ونحلوا وأضافوا ماشاء لهم الهوى، يكفيك مراجعة مرويات ابن عباس وأبي هريرة. وعشرات الأسئلة المشروعة منها: أين خطب الرسول؟ أين خطب الجمعة؟

 

ولماذا لم يعتد اللغويون الأوائل ممن كانوا قريبي عهد بالرسول بالحديث في تصحيح الأقيسة والقواعد وقالوا تأدباً الرواية بالمعنى؟

 

ولماذا خلت المصنفات الأولى من الحديث؟... راجع ما كتبه ابن المقفع، قُتِل في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة، لا يوجد فيها حديث واحد... كلام الشيخ هراء يتم تسويقه للدهماء.

 

** الأستاذ الدكتور أحمد يوسف علي:

-----------------------------

 

- ما الهدف من الربط بين كيفية وصول القرآن إلينا ووصول الأحاديث ؟

 

 يقول الجندي إن كليهما مرويان وهذا صحيح، ولكن غير الصحيح بالمرة هو تماثل الروايتين وتماثل النتائج. فرواية القرآن يقينية وليست ظنية، ورواية الأحاديث ظنية وغير مقطوع بصحتها.

 

أما النتائج فـ "نص القرآن" الذي بين أيدينا هو نفسه الذي نزل على قلب الرسول، وروته الأجيال وراء الأجيال، محفوظاً في الصدور ومأخوذاً من محفظ إلى حافظ، ونتعبد به طول الوقت.

 

فالقرآن كتاب الله الذي تكفل سبحانه بحفظه ورعايته منذ الوحي إلى أن تقوم الساعة، وما رُوِيَ من الأحاديث رُوِيَ بمعناه في الأغلب، ولم تنهض حركة "تدوين الحديث" إلاَّ بعد موت الرسول بما يقارب قرنين من الزمان . وما رواية القرآن عن حفص وغيره إلاَّ "رواية القراءة" و"كيفية القراءة" وليست "رواية النقل "كما كان الأمر مع الأحاديث. فالقرآن بهيئته ونظامه "وقفي ثابت" والأحاديث ليست وقفية.

 

وإذا كان "الحديث" مثل "القرآن" فلماذا لم تنشأ حول بلاغته ونظمه وأسلوبه دراسات مبكرة كما نشأ حول القرآن الذي شغل العرب وغيرهم ببلاغته ونظمه وأسرار لغته وبيانه؟ وجدنا كلاماً - إجلالاً للرسول - حول أنه جمع جوامع الكلم، ولم يقل أحد إن كلامه معجز؛ لعلمه أن بيان الرسول الذي بين أيدينا ليس ثابت النسبة إليه في معظمه وإن هديه الكريم نُقل إلينا بالإتباع وبالمعنى .

 

في ضوء كل ما سبق، ينبغي أن يراجع خالد الجندي أقواله وقد أحسن الكاتب الكبير رأفت السويركي حين نهض بهذا الدور... تحياتي ومحبتي.

 

*****

 

وفي إطار زخم التفاعل حول هذه القضية المهمة كانت هذه الحوارية بين الأستاذ الدكتور السيد فضل والأستاذ الدكتور أحمد عادل عبد المولى كما يلي نعيد نشرها لإثراء معلومات الأصدقاء:

 

** ا.د. أحمد عادل عبد المولى

 

خالص تحياتي لحضرتك، ولكن اسمح لي أن أختلف معكم ومع العلمين الجليلين أ.د أحمد يوسف وأ.د السيد فضل، فالحقيقة أننا لم نعلم غضب النبي صلى الله عليه وأله من كتابة شيء غير القرآن ولا أي من تصرفاته وأفعاله إلا من خلال السنة النبوية الشريفة، بل إن هذا أكبر دليل على حفظ السنة النبوية، وإن كان طريقة حفظ القرآن تختلف عن حفظ السنة، وهذا رَحمَة من الله ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ) بالأمة، فالقرآن محفوظ بالتواتر لفظا ومعنى حتى طريقة نطق الحرف محفوظة، أما السنة فلها علم كبير اسمه علم مصطلح الحديث كما لا يخفى على شريف علمكم، ولذلك وضع علماؤه الشروط لصحة الخبر والنقل، فكان ما نعرفه من الحديث الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، وَمَنْ الصحيح ما هو متواتر وما هو آحاد، والقرآن بنصه دلنا على السنة فقال تعالى: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. وقال تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم. وقال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.

 

الخلاصة وما أدين الله به أن السنة النبوية محفوظة وإن اختلفت وسيلة حفظها عن القرآن الكريم.

 

أحمد عادل عبد المولى... لم يشأ النبي أن تكون بين الناس صحف فيها كلام غير كلام الله، حتى لو كان هذا الكلام هو كلامه شخصياً.

 

وعليه، كيف جرى تدوين الحديث؟ وما هو تاريخ هذا التدوين الذي يخفى على كثيرين من الناس؟ جاء في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي قال: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. وجاء في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري أيضاً، أنه قال: استأذنّا النبي في الكتابة فلم يأذن لنا. وينقل أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي هريرة أن النبي حين سمع منهم ما يكتبونه غضب وقال: "أكتاب غير كتاب الله؟ امحضوا كتاب الله، وأخلصوه". قال أبو هريرة: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد، ثم أحرقناه.... ولو أردت المزيد تجده.

 

أحمد عادل عبد المولى . لكن محمد رشيد رضا دافع عن أن النبي لم يأمر بتدوين السنة، وقال: أقوى هذه الأخبار من حيث صحتها حديث أبي سعيد الخدري عن الرسول الناهي عن الكتابة ولا تعارضه بقية الأخبار.

 

أحمد عادل عبد المولى أخبار غضب الرسول من تدوين الحديث متداولة ولم ينكرها المحدثون أنفسهم كيف غابت عنك ولم تمر بها مع تحياتي.

 

** أحمد عادل عبد المولى

 

أستاذنا الحبيب الكريم، هذه الأحاديث الشريفة أعرفها وأحفظها، وهي الدليل عندي على حفظ السنة النبوية؛ لأن الأحاديث إن لم تكن محفوظة، فكيف حفظ هذا الحديث؟!! وكيف نستشهد به على عدم حفظ السنة وهو ذاته من السنة؟!!

 

المسالة معالي الدكتور كنا لا يخفى على شريف علمكم أن هذا الحديث قيل في البدايات وكان النبي يخشى أن يختلط القرآن بالحديث ، بدليل أنه هو نفسه قال بعد حين: رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فربّ مبلّغ أوعى من سامع. وأكثر من ذلك فقد جاء في حديث دعاء النوم الذي فيه اللهمَّ إني آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت... أعاده عليه أحد الصحابة فقال ورسولك بدلا من نبيك فصححه له النبي وقال مصححا له: ونبيك الذي أرسلت.

 

وهناك كتاب كبير عن السنة قبل التدوين، موجود عَلَى الإنترنت. وعلى كل لم يقبل علماء الأمة والمحدثون الخبر إلا بشروطه التي تعلمها معاليكم ولا تخفى عليكم؛ ولذلك كان من السنة المتواتر والآحاد ، والآحاد فيه الصحيح والحسن والضعيف والموضوع. خالص تحياتي أستاذي العزيز.

 

أحمد عادل عبد المولى حدث ما هو أسوأ من الخلط تقدم الحديث على نص القرآن في فقه الفقها وعشنا حتى وجدنا من يسوي بينهما والنهي موضوعي وأخبار السماح بالتدوين الأضعف وكل ما ذكرت من درجات وجرح وتعديل دليل ضعف المرويات ولو لم يقدر فيه بعد المستقى لما أطال رشاءه .. طال الحبل لبعد المستقى والله أعلم.

 

 

 أحمد عادل عبد المولى

 

للعلم والإحاطة أستاذي العزيز ... الأمر بمنع كتابة أي شيء غير القرآن ليس على إطلاقه ، إنما هو لكتبة القرآن فقط من الصحابة ( رَضِىَ اللهُ عَنْهُم وَأرضَــٰاهُم ) إنما غيرهم فمسموحٌ لهم كتابة مايشاءون ، ودليل ذلك ببساطة قوله تعالى : ( ياأيُّها الذين آمنوا إذا تداينتم بدَينٍ إلى أجلٍ مُسَمَّىً فاكتُبُوهُ ) فالأمر المباشر بالكتابة للديون والحسابات ، لاينطبق عليه الحديث المذكور ( من كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحُه ..) تحياتي.

 

أحمد عادل عبد المولى بل واضح وصريح ولا لبس فيه.

 

الأستاذ الدكتور أحمد عادل عبد المولى... تحياتي واعتزازي بحضوركم البهي وتكرمكم بالتفاعل والمناقشة في تلك القضية التي ستبقى محل سجالات لن تنتهي؛ والأمر في الأحوال كلها طيب طالما أن الحوار محكوم بقيم العقيدة والإنسانية والرقي.

 

إن ما فتح باب المناقشات هي تلك المقولة الخاصة بمحاولة فرض التماهي في القداسة بين النص الأساس المرسل من رب العباد وبين مشاهدات واستماعات ومقولات جرى تناقلها عبر رواة لسنوات طويلة؛ ولم تكن تخضع لقواعد الحاكمية في الاعتماد فور حدوثها. عكس حاكمية حفظ القرآن.

 

ولذلك ظهرت لاحقا لمواجهة معضلة المتناقل المخيف من غير الموثوق به من الأقوال قوائم اصطلاحات اعتمادها بالصحيح والحسن والضعيف و... و... إلخ كمحاولة لاعتبارها الصورة الأخرى من رسالة التبليغ بحكم الانتساب إلى الرسول الأكرم. وهنا هو مكمن الخطر؛ والذي كشفته عبارة الشيخ خالد الجندي عن مقارعة الحجة بالإشارة إلى مشترك فعل الرواية؛ وهذا لا يمكن أن يستقيم مع قداسة القول الإلهي في المقارنة.

 

إن الحوارات التي جرت بين كل الأصدقاء حول هذه الموضوعة ساقت من أدلة النفي والتأكيد الكثير؛ ولكل مرجعياته؛ ولكن المواقف الوجدانوية لا ينبغي أن تجعل من هجومنا أو دفاعنا غاية؛ فكلنا مسلمون وحريصون على العقيدة. ولأن الإشكالية تدور حول الرواية؛ فحقول هذه "الرواية" نفسها تنقل إلينا ما يشير إلى النفي:

- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كُنَّا قُعُوداً نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ " مَا هَذَا تَكْتُبُونَ ". فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ مِنْكَ. فَقَالَ " أكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ ". فَقُلْنَا مَا نَسْمَعُ. فَقَالَ " اكْتُبُوا كِتَابَ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ وَأَخْلِصُوهُ أَكِتَابٌ غَيْرُ كِتَابِ اللَّهِ أَمْحِضُوا كِتَابَ اللَّهِ أَوْ خَلِّصُوهُ ". قَالَ فجَمَعْنَا ما كَتَبْنَا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ أَحْرَقْنَاهُ بِالنَّارِ قُلْنَا أَىْ رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَحَدَّثُ عَنْكَ قَالَ " نَعَمْ تَحَدَّثُوا عَنِّى وَلاَ حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". الإمام أحمد.

 

- عن سفيان بن وكيع، عن سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: "استأذنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكتابة فلم يأذن لنا".

 

وإذا كانت هناك من أسانيد تقول بالكتابة فتلك كانت من نوعية الرسائل والتعاليم الخاصة بالعلم بعد وفاة الرسول. ولعل ما قام به الفاروق عمر ابن الخطاب يمثل أبلغ الأدلة على الخشية من الاختلاط بين "القرآن" و"الروايات"؛ إذ كان يتشدد حتى مع الصحابة حين يقومون بالرواية.

 

-    روى البيهقي وعبد الزراق أن عمر أراد أن يكتب "السُنن"، فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له. فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله. وإني لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا".

 

-    والسؤال إذا كان الخليفة عثمان ابن عفان قد جمع القرأن الكريم في مصحفه الجامع فلماذا لم يقم بجمع ما تم تناقله من الروايات ليفصل بين النوعين ويحتفظ بهما معاً للمسلمين؟

 

القضية كبيرة والمجال لا يتسع للإحاطة بها. مع شكري وتقديري لكم.

*****

 

وإذا كان الداعية الشيخ خالد الجندى قد قال: "القرآن وصل إلينا محفوظاً بتواتر الرواة مثل الأحاديث النبوية"؛ فعليه أن يعيد النظر إلى مقولاته؛ ويتأمل ما ذكره هذان العالمان الكبيران في حقل لغة القران وخطاب العربية بمنتجهما المذهل من المؤلفات الوازنة والقيِّمة؛ والتي يلتهمها بشغف طلاب العلم الجامعوي وما بعده. وهكذا بين ما يوصف بـ "رواية القرآن" وما يوصف بـ "رواية السنة": هذا هو القول الفصل... من ا.د أحمد يوسف؛ ا.د السيد فضل.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات