علي الأصولي
الباطن مقالة عامة والباطنية مصطلح يرجع للباطن. وهو في قبال
الظاهر. والباطنية فرق دينية قديمة محط رحالها الشرق الأقصى ولاقت رواجا في الشرق
الأدنى. وقد أطلق لفظ الباطنية على بعض الفرق الإسلامية في القرن الثاني والثالث
والرابع من الهجرة، وعرفت الاسماعلية بترويج الأفكار الباطنية على نطاق واسع ولم
يخلو المذهب الشيعي الإمامي من - كروبات - إذا صح التعبير أو جماعات ذات توجه
باطني، وأن كان هذا التوجه لاقى بعض المشاكل الانحرافية غير ان المعصوم مثل خط
التوازن بين الظاهر والباطن آنذاك.
غير ان الاتجاه الصوفي الباطني أخذ حيزا واسعا بالانتشار وبث
أفكاره في صفوف المسلمين بل وصنع أفكاره الخاصة ضمن منظومة معرفية عرف فيما بعد -
بالعرفان العملي - ولك ان تتجول في مؤلفات ابن عربي وكتاب شرح - منازل السائرين -
للقاشاني أو الكاشاني –
وكيف كان: ما يوحد جميع الاتجاهات الباطنية وقاسمها المشترك هو -
التاؤيل - فقد أخذ حيزا ليس بالقليل في مساحة الفكر الباطني حتى تطرف فيه أقوام وأحجم
آخرون. وتحفظ الأكثر ،
والتأويل كما يدل عليه المعنى اللغوي المتأخر هو: - صرف اللفظ عن
معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ - فكانت مساحة التاؤيل ضمن نطاق الكتاب
والسنة،
والإمامية ليس لهم مشكلة مع التاؤيل كأصل بقدر ما لهم تحفظ بشخص
المؤول فقد اتفق مقالة أصحابنا على ضرورة حصر نطاق التاؤيل بالمعصوم فالكتاب خاضع
لهيمنة أسمائية ومن ابرز مظاهر الأسماء هم آل محمد (ع).
وبالتالي: فالآيات الرمزية والأخبار ذات الصبغة المعرفية ظاهرها
شيء وباطنها شيء آخر ، وعامة الناس مكلفة بما فهموه ظاهرا ومن جاس الديار فتكليفه
يختلف باختلاف الفهم كما هو مقرر بالفقه حيث ان الله يحاسب الناس على قدر إفهامهم
- اي حسب مستوياتهم الذهنية ووعيهم للحالة –
ولا أحب الإسهاب في مثل هذه الموضوعات خاصة في مواقع التواصل
الاجتماعي والى الله تصير الأمور ،
0 تعليقات