محمود جابر
مؤتمر اربيل هو واحد من المسارات الإبراهيمية - الصهيو نية - التى
تجتاح المنطقة لتعيد ترسيم حدود الكيان وحدود سيطرته من الفرات الى النيل ولكن
بطريقة غير تقليدية ..
ولعل الالتفافة التى حدثت بعد زيارة جس النبض فى العراق والتى قام
بها بابا الفاتيكان والتى حظيت برعاية من الدولة الرسمية ومن المؤسسة الدينية فى
النجف وباق المرجعيات الدينية كان تقول أن الأرض ممهدة للبدء فى المشروع الإبراهيمي
فى العراق ولكن يمكن ان يواجه رأى عام شعبى صامت حتى الآن ويمكن ان يصطدم بعقبات،
فكان الالتفاف ان يبدأ المشروع من الأرض الرخوة وهى مناطق الحكم الذاتى فى كردستان
ويتمدد منها الى مناطق فرض الأمر الواقع فى سوريا، حيث ان الأكراد يتمتعون بعلاقات
قديمة وتاريخية وإستراتيجية مع دولة الكيان.
ومن يطلع على وثائق مناطق الحكم الذاتى فى عين العرب وروج آفا، و
هي الترجمة الحرفية لمصطلح "غرب كردستان" وهي المناطق التي تعتبر كردية
من وجهة نظر الأحزاب الكردية الطامحة لإنشاء كيان كردي في سورية. وبالتالي فإن
التسميات التي يطلقها الكرد على مناطق تواجدهم في المنطقة تصبح على الشكل التالي:
غرب كردستان في سورية، شرق كردستان في إيران، شمال كردستان في تركيا، جنوب كردستان
في العراق وهذه المناطق كلها مناطق اما حكم ذاتى أو حكم الأمر الواقع وكلها تلقى
دعما اقتصاديا وعسكريا ورعاية أممية من اجل ان يمتد مشروع الإبراهيمية من الفرات
الى فلسطين المحتلة وينهى وجود الدولة الوطنية او يجعلها تابعة لمثل هذه الاتفاقات
.. ووثائق الحكم الذاتى فى كردستان العراق او روج آفا تتضمن نصوصا واضحة فى
استعداد هذه المناطق بإقامة علاقات من الكيان الاسرائيلي، وهو عربون محبة تم
تقديمة منذ سنوات وعليه تلقت كل هذه المناطق دعما سياسيا وعسكريا وإعلاميا من أمريكا
والغرب وإسرائيل بشكل واسع جدا من اجل هذا الغرض ومن اجل القضاء على الدولة
الوطنية .
وعلى الرغم من ان مشروع الإبراهيمية فى العراق يركز ثقافيا على
مناطق الجنوب والوسط ولكن الجغرافيا كانت لها كلمتها فى الاختيار، من اجل سرعة
التنفيذ وسهولة التمدد وإسقاط الحدود وتكامل المشروعات مع الكيان .
0 تعليقات