علي الأصولي
ينقل عن ستيفن هوكنج مقولة شهيرة مفادها - أعظم عدو للمعرفة ليس
الجهل، وإنما وهم المعرفة –
ووهم المعرفة ليس إلا حصة من حصص الجهل وتحديدا هو من مقولة الجهل
المركب.
تارة يكون وهم المعرفة ناتج من شبهة الاعتداد بالنفس أكثر من
اللازم. وتارة يكون الوهم ناتج من الاشتباه بتوهم على الإطلاع الكامل على المبادىء
والآثار و النتائج.
ففرق بين فهم المادة - أي مادة علمية - وبين فهم فكرتها بالمجمل.
وأكثر ضحايا وهم المعرفة من الصنف الثاني دون الأول.
أن خطر وهم المعرفة والجهل المركب لا يكون بالإضرار بالنفس فحسب.
بل يمتد الأضرار حتى بالآخرين الذين هم في ضمن دائرة المتوهم. وخاصة إذا كان
المتوهم له نفوذ فيقع ضحية هذا الوهم ويشتغل على طريقة ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا
أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )
ولو كان العلم والاطلاع مصحوبا بالأخلاق الحقيقية والخضوع لمنطق
العلم والاعتراف بالنقد وعدم المشاطرة مع الآخر أمكن تضييق الخناق على المتوهم
ومعرفة توهمه بالتالي.
ولا حل لهذا الصنف من الناس إلا بادراك هذا المرض النفسي أولا.
وإعادة ضبط إيقاع الذهن على طريقة ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) ثانيا.
أكثر الناس إصابة بوهم المعرفة أصحاب الفرق الباطنية الذين يعتقدون
بأن حقيقة الوجود والموجود أصبحت في اليد.
بينما غابت عنهم حقيقة (
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات