بقلم /حسن حامد السيد نورالدين
الوازا يعني الرقص ووعاء جامع لشعوب الفونج، له علاقة بالهُوية
الذاتية شعراً وتعبيراً للأحداث كالأفراح والأتراح ،كأغنية «أبا موسى متين جيتا من
الغربة سلام عليك » طال انتظاره في الغربة وحينما عاوده الحنين للبلد ،،أبتهج
الناس بقدومه ونسجوا له هذه الأبيات.
وهو تراث يتناقله الأجيال لحفظ الكيان الثقافي ولربط النسيج الاجتماعي
ببعضه البعض، ونحن أحوج ما نكون لمثل هذه الثقافة ،وزارة الثقافة لم تهتم بذلك
وقتها لأسباب سياسية مرتبطة بالآيدولوجية لطمس هُوية البعض ،ويأتي المروجون
بثقافات غير سوادنية الهُوية لا نعرف كنهها.
قيل في بداية القرن السادس عشر أن أحد من أبناء الفونج، ذهب للصيد
وضل طريقه في الغابة ووجد أصوات الأُسد والفهود والنمور ؛أراد أن يتأقلم مع هذه
الأصوات المتناغمة ،فقام بصناعة الوازا، ليكون صديقاً جديداً في عالمهم لينجو من الافتراس
، وقد نجح في ذلك ،ونجا.
وللوازا طقوس ومنهج دعا أهل القرية ليحكي لهم ماحدث له فقاموا
بتطوير هذه الآلة الموسيقية الفريدة وصنعوا لها أنغاماً وتفاصيلها كالآتي:
*«وازا ألو، يعني القائد أو رأس الرمح وله صوت جميل يدعو ببداية
الأغنية ويتحكم فيها .
*قدي بألا يعني الفتى الصغير ،يقوم بتمرير الأغنية برشاقته
،للآخرين .
*مُشنق بالا أي الفتاة الصغيرة صوتها رخيم وهي في المنتصف لتوزيع
الأنغام يمنى ويسرى .
"شِنقر يعني ،الحِمار ،يتحمل أعباء هذه الأصوات أو الأنغام
دون تحيّز للأخريات"بونننق"
*برنغ بالا يعني العجوز يتحكم على الأنغام لأن صوته فخيم باعتبار
أنه رمزية للاحترام والتقدير .
*الأسيساغو يعني الكشكوش له دور كبار في الإيقاع حتى يندمج البعض
مع الرقص والغناء الشعبي .
مثلاً"أبا جيريو ننجيلينغو أمدي شامبالغزلنغو " هذه
أغنية تراثية سمعناها منذ ثلاثة عقود .
*قرن البقر يتم ضربه على عود السيلك في شكل "٧,٨" على
الكتف الأيمن كإيقاع لضبط الأنغام .
لم نوفي تراث الوازا حقه نسبة للعطاء الممتد عبر القرون كإثراء
ثقافي واجتماعي فريد في إقليم الفونج ،لكن نقول حان الوقت لتقديم الذات في طبق من
ذهب عبر سوح المنابر والوسائط المتعددة لتكون المعادلة متساوية .
قال الإديب نجيب محفوظ «لا عالمية بلا محلية» بالتراث نبني
أوطاننا،وبالعادات نحافظ على قيمنا ،وبالتقاليد نقدم الإرث الحضاري .
الثلاثاء الموافق 7/9/2021م
0 تعليقات