علي الأصولي
قيل في الأثر - ان الكلمة إذا خرجت من القلب دخلت للقلب -
يبدو أن مؤثرية الكلمة ووقعها في قلوب الناس تحتاج أولا: آلى صدق
وإخلاص صاحبها من قبيل مطابقة علمه عمله، وتبقى ثانيا: نتائج الكلمة منوطة بقدر
حجم ظلامية نفوس الناس، فكلما توغل الناس بالمزيد من الذنوب والظلامية والتسافل،
كلما ضعفت كلمة الله وكلمة رسوله او وليه واختراق النفوس لا لضعف الفاعل بل
لابتعاد القابل، وأما إذا كانت الكلمة صاحبها فاقدا للعلم والعمل والإخلاص تكون
كلمته هواء في شبك.
ذكر الشيخ الخرساني المرجع المعاصر حكاية عن المرحوم الشيخ جعفر
كاشف الغطاء. ومفادها : ان الشيخ كاشف الغطاء ذات مرة زار طهران، فقيل له: إن سكان
طهران باتوا ابعد ما يكون عن الدين، فسألهم أن يجمعوا له الناس ليخطب فيهم، ثم
ارتقى المنبر، واستطاع أن يقلب الأمور رأسا على عقب في طهران، ويترك تأثيراً
واسعاً في الناس بكلمتين اثنتين،
نعم: لم يذكر الشيخ كاشف الغطاء في تلك الكلمة أيّ مقدمة، وإنّما
قال : " أيّها الناس !! أرى طهران على حال، وكأنّه ليست هناك قيامة!!"
فما كان من الناس إلّا أن ضجّوا بالبكاء والعويل، فقد تمكّن أن
يغيّر المدينة بكلمة واحدة، فيالها من أنفاس مؤثرة. انتهى موضع الشاهد .
لك أن تقيس ما ذكره الشيخ كاشف الغطاء ووقعنا المعاصر فلا تجد
للكلمة مؤثرية مع كثرة المتكلمين وقنواتهم وأسمائهم وعناوينهم ولا تجد للناس آذان
صاغية مما يكشف لك أن المسؤولية الشرعية والأخلاقية بين العلماء في الجملة من جهة
والناس من جهة أخرى تضامنية، والى الله تصير الأمور . .
0 تعليقات