آخر الأخبار

هكذا أنبتت الأرض حميدتي

 

 




جاسمين محمد

 

 

* قبل ان يكون جاهلاً أو أمياً فهو لا ينتمي إلينا وليس منّا.

 

* لا جذور لهُ في كيان المليون ميل مربع سابقاً، لم يحصد التمر في ديار الشايقيه و لم يزرع الصمغ العربي في عروس الرمال و لم يرقص مع الدينكا رقصة الحصاد لأنهُ ببساطة ليس دينكاوي، و لا يضع الخُلال في سقف رأسه فهو ليس هدندوي و لا من الجزيرة ولا من ديار الشكرية و لا دارفوري ولا من النوبة الشمالية .

 

* يحمل رتبة عسكرية و هو ليس (جياشي)، و لا دُفعة له.!

 

* لم يفرح أو يحزن لأنه نجح أو رسب في امتحان الشهادة الثانوية و لم يقدّم في جامعة جوبا أو الخرطوم أو النيلين أو الجزيرة و لم يوثّق شهاداته ليسافر للدراسة في الهند أو سوريا أو روسيا أو المغرب أو مصر.!

 

* لم يكن كوز يحمل السيخ ضد من يظنهم شيوعية و لم يكن شيوعياً و يحمل كُتبا و يجنّد البرالمة، لم يمتنع عن التصويت في الاتحاد و لم يصوّت من أساسه، و لم يساهر أرقاً قبل انتخابات الاتحاد و لم يقاطع الكيزان اجتماعياً، و لم يقف في أركان النقاش مستمعاً أو مخاطباً..

 

*لم يحمل ملاحقاً و لم ينجح بـ بي بلس ولم يتخرّج و لم يترك الدراسة، لم يقدم في وظيفة و لم يدخل معاينة و لم يتأمل أول ماهية، لم يشتغل و لم يكن عاطلاً..

 

*لم يقرأ موسم الهجرة إلي الشمال و لم يسمع بالطيب صالح من أصله و لم يقرأ البنت التي طارت عصافيرها و لم ينتظر تداعيات يحي فضل الله بفارغ الصبر، لم يسمع حميد و لم تبهره قصائد عاطف خيري و لم يسمع لمصطفى سيد احمد و لم يغني خلف عقد الجلاد في المسرح و لم يصرخ طرباً مع ابو عركي في مسرح النشاط و لم يذوب طرباً مع الحوت..

 

* جاء من الفراغ، من عوالم لا علاقة لها بثقافات السودانيين من نمولي إلي حلفا، و لم نسمع زميلاً له يتكلم عنه و لا هو حكى عن زميل له..!

 

* هو إنسان ميت بلا تاريخ ولا حاضر يحلم أن يتحكم في شعب له تاريخ وحضارة و بكامل الحياة و الحيوية..!!

 

*كسرة :

إنه، تماماً كحال (Covid-19)، هبط علينا، بغتةً ، فجأة .... ثم بدأ يتمدد. و ينتفخ و ينتشر.

 

و هكذا أنبتت الأرض حميدتي !

 

إرسال تعليق

0 تعليقات