رأفت السويركي
"أردوغان: سنخوض كافة أشكال الكفاح اللازم ضد التنظيمات
الإرهابية في سوريا"!!
التلفزيون العربي
@AlarabyTV
** "العبارة":
" أردوغان: سنخوض كافة أشكال الكفاح اللازم ضد التنظيمات
الإرهابية في سوريا "!!
يأتي هذا العنوان المرواغ الذي أشهره موقع "التلفزيون
العربي"؛ المتمول من جهات "رعاية الإرهاب" في المنطقة، ليعكس
مستجدات الدور الذي تلعبه ولا تزال "جماعة حسن الساعاتي البنَّاء"
الصهيوماسونية في المنطقة الرخوة من الخريطة العربية؛ وبالتحديد أرض "سوريا
العروبة"؛ والتي تحاول التماسك في وجه غزو "تتار العصر" من
"ميليشيات التأسلم السياسوي" المستصنع فيروس الزمان المعاصر؛ منذ تخلقت
"القاعدة" في المعمل الأفغانوي؛ ثم أجنتها مثل "داعش" في
العراق ومبتسراتها من "تنظيمات الدولة" في سوريا وليبيا... إلخ
إذ يقول الأغا العثمانللي المتأخون أردوغان بنعومة "الحية
الماسونوية الرقطاء": "كفاحنا في سوريا سيستمر بشكل مختلف للغاية في
الفترة المقبلة، سنخوض كافة أشكال الكفاح اللازم ضد تلك التنظيمات الإرهابية
والقوات المدعومة أميركياً هناك، وكذلك ضد قوات النظام، ونحن عاقدون العزم في هذا
الخصوص"؛ وهنا علينا جميعاً تذكر الأغنية الشهيرة: " تُركي بَجَم" !
** "اكتشاف المغارة":
----------------
- يُخادع الأغا العثمانللي مُتلقي خطاب "لغة الإخبار"
بتمرير ألفاظ واصطلاحات وتعابير ممتزجة بالمداهنة؛ لأن أفعال التدمير الذي أحدثه
في سوريا المنتكبة لا تضمر الخير لها أو لأهلها؛ وحتى لقطعان المتأخونين الذين
يمتطي ظهورهم وهم ضمن "النسيج السوري الفسيفسائي"؛ والذي يجمعه رباط "القومية
العربية"؛ بالنظر إلى انطلاق "فكرة القومية العربية" مع انهيارت
الدولة العثمانلية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من "العقول
السورية" الفذة؛ وأبرزها "ساطع الحصري وزكي الأرسوزي؛ ومحمد عزة دروزة
وميشيل عفلق؛ وكذلك عبد الرحمن الكواكبي/الحلبي أنموذجاً".
- يزيف الأغا
العثمانلي توصيف سيناريو التدمير لسوريا الذي رعاه وأشرف على تنفيذه عبر الحدود
المتماسة بأنه " كفاح" يخوضه؛ مثيراً من الأسئلة الكثير:
** هل أنت مالك الأرض العربية السورية يا "تُركي بَجَم"
وفق تعبير الشاعر العظيم الراحل صلاح جاهين... و"بجم" تعني في اللغة
العربية "الساكتُ العَیِىُّ الذي لا يُحسن الكلام"؟
** ومن الذي تُكافحه هناك؟ ومن الذي يحتل الأرض السورية العربية
سوى الميليشيات التي تأتمر بأمرك وفق الترتيب العملياتوي الصهيوأميركي؟
** وهل تجرؤ يا "أغا" على كشف ماهية جذور وأصول
"خانات" الميليشيات التي تقوم بتوظيفها مثل: "هيئة تحرير
الشام"؛ "جبهة النصرة"؛ "تنظيم حراس الدين"؛ "هيئة
تحرير الشام"؛ "تنظيم حراس الدين"؛ "جماعة أنصار
الإسلام"؛ "أنصار التوحيد"؛ "أجناد القوقاز"؛
"الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام"؛ "تنظيم أسود
التوحيد"؛ "تنظيم أنصار الحق"؛ "تنظيم أبناء الشريعة"؛
"جيش الفتح"؛ "حركة أحرار الشام"؛ "كتائب أحرار
الشام"؛ "حركة الفجر"؛ "جماعة الطليعة الإسلامية"؛
"كتائب الإيمان"؛ "فيلق الشام"؛ "الجيش الحر"؛
"صقور الشام"؛ "جند الأقصى"؛ "سرايا القدس"؛
"جيش السُنة".
** وكيف يواجه الجيش العربي السوري فعاليات التفتيت والتقسيم
المستهدفة؛ مستعيناً وفق "فقه الاضطرار" بقدرات الداعمين؛ ممن وقفوا
بجانبه في المواجهة؛ وكل بدافعويته وحساباته السياسوية: وهي "القوات الروسية
وحزب الله اللبناني وإيران" إنقاذاً للوطن السوري من الكارثة المستصنعة بالفعل
الصهيو/أميركي الأوباموي؟َ
- ويواصل
"الأغا الأرقط" المخادعات بالقول: "سنخوض كافة أشكال الكفاح اللازم
ضد تلك التنظيمات الإرهابية والقوات المدعومة أميركيا هناك، وكذلك ضد قوات
النظام"!!
** والسؤال لـ "الأغا العثمانللي": ألست أنت بمرحلة
"تركيا المتأخونة" تمثل أحد البيادق والرعايا السياسويين للأميركيين؟
وأليست هذه التنظيمات هي من تتوفر لها الأسلحة بأمرك وفعلك؛ وموافقة مموليك
الإقليمويين والمتلاعبين الأميركيين بك؟ وهذه التنظيمات وأسلحتها ألست أنت من تقوم
بتمريرها عبر الحدود السورية/ العثمانلية والحدود العراقية/ السورية؛ وتغدق عليها
بتوفير فرص التمويل والطبابة والاستشفاء في مستشفياتك ومستشفيات "الدولة
الصهيونوية" في فلسطين المحتلة عبر الجولان؟
** وأليست هذه الميليشيات المتأخونة المستأجرة أيضاً أنت من تقوم
بتوظيفها للفوضى كما حدث منك في ليبيا؛ وأنت كذلك من تنقلها بين ميادين العمليات
بسفن جيشك عبر البحر المتوسط؟ّ وألست أنت من تقوم وفق أهدافك الاستعماروية
العثمانلية بالعراق وسوريا بتصنيف المليشيات وفق مصالحك؛ فمن يكسر أنفك منها
دفاعاً عن وطنها العراقي أو السوري بتواجدهما التاريخوي تطلق عليهم توصيف
"تنظيم إرهابي" كالأكراد؛ و"قوات النظام"؟
** والمشهود في الساحة السورية المستباحة أن الأغا التركي يكرس
هيمنته على العديد من القرى بمحافظة إدلب السورية لبسط حضوره الفاسد على الطريق
الدولي فيتمكن من تطويق الحدود السورية مدعياً بأن جدوده الذين احتلوا الأرض
العربية قديماً لهم قبورهم في المناطق التي يستهدفها كما في منبج بحلب والشمال
السوري. إنه يعيد استصناع السيناريو الذي استخدمه في شمالي العراق بقواعده هناك
والحجة مواجهة "المقاتلين الأكراد".
** ويا "أيها الأغا"... ألست بقولك أنك ستخوض النضال
"ضد قوات النظام" تقدم اعترافاً ساقطاً بأنك "محتلٌ أثيم"
للوطن السوري؛ لأنك تجرد الجيش الوطني السوري من هويته ووظيفته الدفاعوية عن وطنه
ودولته؛ معتبراً إياه "جيش النظام"؛ والسؤال: هل هناك "جيش
نظام" يحتل وطنه؟ حقاً "تُركي بَجَم"!!
** ألا تدرك ومن يتبعك من "الغاوين" المتأخونين حين تقول
"جيش النظام" أنك تعيد رسم الصورة التي استصنعها من قبل الماسونوي
"حسن الساعاتي البنَّاء"؛ والتكفيروي "سيد قطب" بأن الجيوش
الوطنية هي محتلة لأوطانها؛ لأنها جيوش "أنظمة الكفر" فيما تكون
"ميليشيات الجماعة" والتنظيمات الإرهابوية هي "جيوش العقيدة"؟!
** وما ينبغي الالتفات إلى "المسكوت عنه" المضمر في قول
"الأغا العثمانلي" أنه يحاول أن يستصنع لنفسه وزناً سياسوياً له ثقله
حين يقتُل نفسه للخلاص من "المشكلة الكردية" التي تؤرقه في تركيا بقوتها
الفاعلة؛ وتجعل النوم يفر من عينيه "حزب العمال الكردستاني أنموذجاً"؛
إذ يتوهم أن حسم هذه المسألة في الأرض السورية سيغلق ملفها في تركيا العثمانلية؛
لذلك يتحدث وكأنه صاحب الأرض السورية؛ فيستخدم تعبيره الساقط بـ "الكفاح ضد
قوات النظام"!!
*****
إن الدور "الأغواتي العثمانللي" القذر في "سوريا
العروبية" يذكرنا مرة أخرى بما اختفى في بطون التاريخ؛ وتعبر عنه أغنية
"تُركي بَجَم" التي كتبها صلاح جاهين بمناسبة "الأزمة التركية/
السورية" العام1957 م؛ حين هددت تركيا باجتياح سوريا عسكرياً تلبية للرغبة
الأميركية؛ بهدف إسقاط الحكومة السورية بقيادة الراحل الوحدوي الكبير شكري
القوتلي. وكما تثبت المراجع؛ فقد انتشرت القوات العثمانلية بطول الحدود التركية مع
سوريا؛ ما دفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لإرسال فرقة مظلات إلى الحدود
السورية/ التركية لمعاونة الجيش السوري.
فكانت قصيدة صلاح جاهين الشهيرة ابنة الحدث السوري آنذاك ويبدو
أنها لا تزال كذلك: "تركى بجم.. سِكِر انسجم/ لاظ شقلباظ/ اتغاظ هجم/ آمان
آمان .. تركى بجم/ دبور جبان من غير زبان/ زنان كبير.. يمضغ لبان/ يسمع نفير يخاف
يبان/ آمان آمان .. تركى بَجَم/ سوسن بازافان/ اقطع لسان/ عربي واقف لك ديدبان/
ادخل تموت جنات مكان/ آمان آمان.. تركى نجم/ سيكتير زمان.. سيكتير كمان/ ادخل ح
نضرب في الملان/ خليك تقول انا جُلْفدان/ ولا ينفعوك الأمريكان"!!
*****
وهكذا تكشف عملية تفكيك عبارة "الأغا العثمانللي"
أردوغان التي يقول فيها: "سنخوض كافة أشكال الكفاح اللازم ضد التنظيمات
الإرهابية في سوريا "؛ تكشف مخادعاته؛ وما يتصف به من ممارسة فعاليات
"القفز على أفرع الشجرة" كالقرود؛ وهي سمة سياسوية يتصف بها منذ ظهر في
الساحة الإقليموية؛ واندرج متأخوناً في تنفيذ مخططات وسيناريوهات "الربيع
العبروي المتصهين"...
وحقاً هذا من ينطبق عليه قول العم "صلاح جاهين":
"تُركي بَجَم .. سِكِر انسجم/ لاظ شقلباظ/ اتغاظ هجم/ آمان آمان .. تُركي
بَجَم" في أغنية من ألحان وغناء الراحل سيد مكاوي وإخراج ورسوم الفنان أنس
الديب
0 تعليقات