آخر الأخبار

المولد النبوى الشريف ( النسخة المصرية للإسلام)

 

 

 


 

 

 

محمود جابر

 

 

المولد النبوي الشريف هو احتفال بمناسبة ميلاد النبي فى النصف الأول من شهر ربيع الأول من كل عام هجري، ووفقا للمؤرخين فإن هذا الاحتفال عرف فى عهد الدولة الفاطمية والتي كانت مقرها مصر، وقد أبدع المصريون فى مظاهر هذا الاحتفال بصناعة العديد من أصناف الحلوى المخلوطة بالفول السوداني والحمص المصري والسمسم، كما تم صناعة أشكال من المجسمات بالحلوى ومن أشهر هذه المجسمات الحصان والعروسة والسفينة والسيف ...

 




الأطفال والكبار تهفوا نفوسهم إلى موعد المولد التي تتناسب مع تناول هذه الحلوة الشهية ومظاهر الفرح وليالي الذكر وتلاوة القرآن وقديما كانت هناك فى كل المدن المصرية تجمهر كبير تقيمه الطرق الصوفية المسئولين الرسمين تعرف بزفة المولد والتى يصاحبها ألوان من الفنون الشعبية والفلكلور المحبب الى قلب الناس على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية وكان من تلك المظاهر ان يقوم الناس بإعداد مشروب ماء الورد والشربات فى الشوارع وأمام البيوت ويتم توزيعه على المارة والجيران احتفالا بمولد الحبيب المصطفى ...

 




هذا اللون من الاحتفال هو أهم  ما أنتجه الإسلام بنسخته المصرية، والذي حول الاحتفالات الدينية والمواسم الدينية إلى أيام بهجة وفرح فرمضان يرتبط بالزينة والفانوس والحلوى من كنافة وموائد وغيره، والمولد النبوى يرتبط بهذه الأشكال التى استعرضناها فى مقدمة المقال المهم ان الإسلام بنسخته المصرية وان كان هناك أقطار أخرى تشارك المصريين فى احتفالاتهم كالمغرب العربى تونس والجزائر والمغرب والسودان وبلاد الشام، واليمن، والعراق وخاصة المنطقة الكردية التي تأثرت بالثقافة المصرية منذ زمن الأيوبيين، الذين نقلوا هذا التقليد المصري الفاطمي الى بلاد متعددة كما ان العثمانيين بعد وجودهم فى مصر نقلوا هذا اللون اللطيف من الاحتفال الى بلدان اخرى حتى وصل هذا اللون من الاحتفال الى جنوب شرق أسيا والهند وباكستان...

 

ولكن تبقى النسخة الإسلامية المصرية فى الاحتفال والمناسبات هى نسخة البهجة والفرح وانتظار أيام الأعياد بشوق ...

 

ولم يكن المصرى يهتم بالتنطع فى عبادته وتقاليده فكان يقبل على تلك الألوان بحب وإخلاص وصفاء قلب متخذا منهجا للحياة والتدين ان ربك رب قلوب وبما ان القلب عامر بذكر الله وحبه فما الداعى ان نحتفل ونغنى ونقيم الليالى ونمدح النبى شعرا ومدحا واجتماعا ..

 

 

ولما كان مظهر الاحتفال بالمولد النبوي شكلا حادثا فى الواقع الاجتماعي الديني فقد تناوله علماء الإسلام وممن قالوا بجواز الاحتفال به السيوطى، وابن الجوزى، وابن حجر العسقلانى، والسخاوى، وابن عابدين، والشهاب القسطلانى شارح البخارى، ومحمد الطاهر بن عاشور، والشيخ حسنين مخلوف شيخ الأزهر ، ومحمد الفاضل بن عاشور، محمد علوى المالكى...

 

ومن أجمل ما كتب فى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله من الشعر البردة للبصويرى ونهج البردة لأحمد شوقى هذه القصيدة التى غنتها سيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم ......

 

وهذا بعض من ملامح الاحتفال بمولد خير الأنام وسيد الثقلين النبى محمد صلى الله عليه وآله ......... وكل عام وانتم بخير

 


 

إرسال تعليق

0 تعليقات