حمدى عبد العزيز
17 أكتوبر 2021
في اعتقادي كشخص يمتلك الكثير من الجهل أن هزيمة الإنسان أمام
الفقر والجهل والتخلف المادي والهيمنة والاستغلال والتسلط والاستعلاء والاستبداد
الطبقي هي الأساس (المنشئ والمسبب) لكل مظاهر التعصب والتطرف ومن ثم كافة أشكال
البلطجة والإرهاب الديني الدعوي أو المسلح وكافة أمراض الشعبوية التي لاتنبع إلا
من واقع مأزوم بنيوياً ..
أما عن دور الروايات التراثية المزمنة وأحاديث العمامات ونصوص
فقهاء الطوائف فماهي إلا منشط ومسمد للتربة التي تحتضن هذه المظاهر ..
وعليه فإنني بالرغم من أنني من المؤمنين بأهمية وضرورة التنوير
كنشاط فكري وثقافي وإعلامي منوط بكل مهموم بمجتمعات شعبه ووطنه ودوائره المحيطة ..
إلا أنني أري أن التنوير علاج كعلاجات الدهان السطحي وتسكين الآلام ، لكنه لايمنع
حدوث المرض ولايجتث أعراضه نهائياً إلم يكن في سياق جهد وسعي ونضال دؤوب حقيقي
لإزالة أسباب الفقر والجهل والتخلف المادي والاستعلاء والاستبداد والهيمنة الطبقية،
ومواصلة مراحل هذا النضال باستمرار نحو انتصار مستمر لقيم العدالة الاجتماعية
والتحديث المتواصل للمجتمع ، وغرس قيم العلم بالتلازم مع التحرر الإنساني في
المجتمع ..
عدا ذلك ستصبح كل معارك مثقفينا ونخبنا الميمونة مجرد معارك (سوفت
وير) ..
ولذلك فإن واقع الحال فيما أراه الآن علي أرض الواقع من أحوال
يجعلني أعتقد أننا نذهب بدراية أو بدون دراية إلي منحي جديد لإعادة إنتاج ظواهر
الهزيمة الإنسانية من تعصب وتطرف وإرهاب فكري ربما يعود في لحظة تاريخية تسنح له
بممارسة الإرهاب المادي ..
__________
0 تعليقات