عبدالقادر الحيمي
عودة الى مراسم الاحتفال بتنصيب آبي احمد رئيسا للوزراء لدورة ثانية
، لفت أنظار المراقبين عدم حضور ، أسياس افورقي فعاليات الاحتفال ، وهو ما سيتم
مناقشته هنا، بالتحليل والدراسة.
أراد حزب الازدهار الحاكم ان ينظم احتفالات ضخمة لرئيس الحزب
لإظهار شعبيته وزعامته لإثيوبيا أمام المجتمع الدولي والدول الإفريقية بوجه خاص ،
رغم الحرب الأهلية التي تخوضها الحكومة ضد عدد من أقاليمها ورغم الإدانات الدولية
والتنديد بحكومة آبي احمد لمنعها المساعدات الدولية لإقليم تقراي واستخدام الجوع
كسلاح رغم المجاعة التي تفتك بالإقليم المنكوب، مما حدا بالولايات المتحدة بفرض
عقوبات والتنديد بتوسيع تلك العقوبات بوقف الصادرات الإثيوبية الى الولايات
المتحدة .
أراد الحزب تحسين صورته وتقديمه كرسول سلام وزعيم إثيوبي حائز على جائزة نوبل
للسلام ليجد الدعم والتأييد والمساعدة الدولية للقضاء على جبهة تحرير تقراي الإرهابية
كما يصفها الإعلام الرسمى، ثم لإكمال بناء سد النهضة رغم انهيار اقتصاد اثيوبيا .
العلاقات الرسمية الإثيوبية الإرترية في أحسن وأفضل حالاتها بعد عودة علاقات
البلدين الى طبيعتها بعد اتفاقية السلام المبرمة بين البلدين، والتي أقرت فيها إثيوبيا
بتسليم أراضي ارتريا في شمال إقليم تقراي ( مثلث بادمي).
وشهدت علاقات البلدين تطورا استراتيجيا مهما تمثل في تحالف عسكري
موحد عندما ادخل اسياس افورقي الجيش الارتري ليس لمحاربة قوات دفاع التقراي TDF فحسب بل نشر جنوده في اقليم اوروميا وبني
شنقول لمحاربة المعارضة المسلحة، كما تولى تأمين اقليم غرب التقراي عبر حشد جنوده
على حدود السودان / التقراي لمنعهم من تحقيق تماس مع السودان يمكنهم من تأمين
معابر التموين والدعم والإسناد عبر قواعدهم الخلفية في السودان كما فعلوا بنجاح
ومكنهم في السابق من الاطاحة بنظام منغستو هايلي مريام .
لكن مع كل ذلك لم يحضر افورقي حليف آبي احمد مراسم تنصيبه في البرلمان وفي ساحة
مسكل حيث أقيمت احتفالات شعبية صاخبة بحضور عدد من القادة الأفارقة، حتى لم يحضر
وزير خارجيته.
لكن الأنباء تتسرب من دولة الهمس والتجسس، رغم العزلة الإعلامية
التي يفرضها نظام ارتريا اسياس افورقي . وتؤكد المصادر عن تحركات كبيرة في ارتريا،
وثمة مجموعة كبيرة تضم قيادات عسكرية كبيرة ومدنيين من عدة عرقيات ارترية، وان كان
معظمهم تقراي كانت تخطط لاغتيال افورقي وبعض معاونيه والقيام بانقلاب وتقول
المصادر ان وحدات كاملة من المنتشرة على حدود التقراي / السودان القي القبض على
ضباطها وجنودها. وليس هناك جديد يذكر غير متابعة اسياس بنفسه عمليات الاعتقال
والتحقيق والإعدام ، مما يؤكد ما ذكرته المصادر عن دقة التخطيط وقوة المحاولة
الإنقلابية والتي شارك فيها كبار القيادات المدنية والحزبية ، والاتهامات التي
يوجهها افورقي الى (الوياني) بالتخطيط للانقلاب .
دعت اثيوبيا كل رؤساء الدول الافريقية” 52 دولة” للمشاركة في
احتفالات ( ملك اثيوبيا السابع) آبي احمد ، لكن لم يحضر الا مجموعة ديكتاتوريين
أفارقة يتقدمهم ديكتاتور يوغندا ، العجوز يوري موسفيني ، وديكاتوريي جيبوتي
والصومال الفيدرالي وديكتاتور رواندا بول كاجاما ، بالإضافة إلى سلفاكير ميارديت
رئيس جنوب السودان ، ورئيس كينيا ، ورئيس افريقيا الوسطى وبالاضافة الى رئيس
السنغال ماكي سال . لم يحضر عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان بصفته رئيس ”
الايقاد” رغم توجيه الدعوة إليه .
احتفالات تنصيب ملك اثيوبيا السابع ” آبي احمد” ذكرتني للمقارنة ،
جنازة الدكتور جون قرنق دي مبيور التي حضرها في جوبا 75 من قادة العالم وكل رؤساء
افريقيا ورؤساء الحكومات .
فيا ترى هل يخشى آبي احمد واسياس افورقي مصير قرنق؟!.
0 تعليقات