آخر الأخبار

هل توفي النبي (ص) شهيدا؟

 



 

عز الدين البغدادي

 

توفي رسول الله (ص) في مثل هذا اليوم على المشهور عند أصحابنا، وقيل بل توفي في شهر ربيع الأول في الثاني أو الثاني عشر منه.

 

وقد توفي – بأبي وأمي- بعد أن أصيب بالحمى والصداع، واشتهر أن سبب وفاته هو تناوله من شاة مسمومة قدمتها إليه والى جماعة من أصحابه امرأة يهودية اسمها زينب بنت الحارث في خيبر، وقد تناول النبي (ص) منها شيئا فلاكه ثم لفظه بعد أن أنكر طعمه أو اخبره الوحي بذلك، بينما توفي صاحبه بشر بن البراء بن معرور بعد أن أكل منها، وقد روي عن النبي (ص) أنه قال: ما زالت أكلة خيبر تعاودني في كل عام، حتى كان هذا أوان قطع أَبْهُرِي".

 

وهناك من قال بان الشهادة درجة رفيعة، والنبي (ص) سيد الخلق وأفضل من أصحابه قطعا فلا يمكن أن يحوزوا على شرف الشهادة ولا يحصل هو عليه. وهذا استدلال بارد ضعيف، فلا يلزم أن كل فضيلة توجد عن إنسان أن تكون عنده النبي (ص) فلو كان أحد من أمته متميزا بالطب مثلا أو بالكيمياء، فهل يجب عقلا أن يكون النبي (ص) أفضل منه في ذلك؟

 

وهناك من احتج بخبر "ما منا إلا مقتول أو مسموم"، وقد سبق أن بينا ضعف سنده وعدم صحته تاريخيا.

 

لكن الغريب أن هناك بعض الروايات المكذوبة التي وضعها الغلاة تزعم أن النبي (ص) سم من قبل زوجتيه، وهذا كلام منكر قبيح ورد فيه روايتان ضعيفتان، ولم يأخذ به احد ممن يعتد برأيه.

 

فقد روى العياشي مرسلا عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (ع)أنه قال بأن النبي (ص) سمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه!

كما روى القمّي في تفسيره دون أن يسند الخبر لأحد أن رسول الله (ص) أسرّ إلى حفصة فقال لها: … وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك، وذكر الخبر بأنها اخبرت عائشة وأباها، فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (أي نتخلص منه‼)، فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“!

 

وكلا الخبرين ضعيفا السند منكرا المتن، وهو قول غير شائع بين الامامية، بل المشهور عندهم هو انه توفي بسبب قضية خيبر، إلا أني ذكرت الخبرين لأن هناك في هذا العصر من صار يشير إلى هذا الأمر ويرجحه، ويشكك بحدوث الوفاة بسبب حادثة الشاة المسمومة بسبب الفترة الزمنية بينها وبين الوفاة، رغم ان بقاء السم لفترة في الجسم واستمرار تأثيره ليس غريبا.

 

عموما اعتقد إن وفاة النبي (ص) بسبب السم هو أمر محتمل ووارد جدا، لا سيما مع ما روي عنه –بأبي وأمي- في ذلك، إلا أن الأمر ليس محسوما ولا قطعيا، فرغم ما روي من معاناته بسبب ذلك إلا انه لا يستبعد وجود سبب آخر للحمى التي إصابته، وهو ما جعل البعض يحتمل أنه توفى بسبب الحمى التيفوئيدية أو الملاريا التي تنتشر في تلك البلاد لا سيما في موسم الحج وهو ما يتفق مع ما روي من الأعراض التي أصابته..

 

والله اعلم

 


هل مات النبي صلى الله عليه وآله بالسم ؟ (1)

إرسال تعليق

0 تعليقات