آخر الأخبار

البرلمان الاثيوبى يعيد انتخاب ابى احمد لولاية ثانية

 

 



 

عبدالقادرالحيمى

 

4 اكتوبر 2021

 

 

المصدر : ملف عن التحول الديمقراطي فى إثيوبيا لمجموعة من الكتاب الإثيوبيين وقد اخفوا أسمائهم لأسباب أمنية ويتساءلون عما إذا التحول الديمقراطي مهمة مستحيلة فى إثيوبيا المشظية بالصراعات العرقية .

 

"لترقد بسلام روح امى التي قالت لي وأنا صبى صغير سأكون ملك إثيوبيا السابع"

( خطاب أبى احمد فى ابريل 2018 فى البرلمان الاثيوبى عندما انتخبه رئيسا للوزراء )

 

الانتقال الديمقراطي فى إثيوبيا هو مهمة مستحيلة؟ فى ظل انقساماتها العرقية العميقة؟

 

ان الانتقال من الاستبداد الى الديمقراطية ، هو ليس مسار خطى أو نظرى ، بل هو عملية معقدة فى دول العالم الثالث. ففى الواقع ان الإطاحة بنظام استبدادي ، أو انهياره وإجراء انتخابات روتينية ، من العبث ان يترجم ذلك ان هناك ديمقراطية أفرزت نظام حكم منتخب ديمقراطيا. اى لا يوجد تغيير حقيقى أدى الى الانتقال الديمقراطي المطلوب ، وهو ما حدث عدة مرات فى إثيوبيا ، اذ ينحصر التغيير فى الإطاحة " بالسيد القديم " ليحل محله سيد أكثر استبدادية .

 

كانت هناك عدة فرص ضائعة فى إثيوبيا فى الماضي للتحول الديمقراطي وجعل المشاركة السياسية أكثر شمولية وديمقراطية ، كما حدث فى سنة 1974 عندما أطاحت ثورة شعبية بالنظام الامبراطورى، لكن استيلاء العسكر على السلطة، 1974 - 1991 والقيود التى فرضها على مشاركة القوى السياسية ، أدت الى ظهور العديد من حركات التحرر المستندة على الطبقية والعرقية القومية وذلك فى السبعينيات وانتهت بالإطاحة بنظام منغستو هيلى مريم سنة 1991 العسكري بواسطة تحالف جبهة تحرير الشعوب الاثيوبية EPRDF بقيادة الراحل ملس زيناوى .

 

رغم ان النظام الجديد كان أكثر انفتاحا فقد أدت سياساته الى انسحاب قوى سياسية مؤثرة مثل جبهة تحرير الاورومو OLF واتجهت للمعارضة. وتحول الانتقال الديمقراطي الى حكم استبدادي مرة أخرى بحكم الأمر الواقع .

 

فى سنة 2005 كانت هناك لحظة مناسبة للتحول الديمقراطي ، حيث جرت انتخابات أكثر انفتاحا وديمقراطية إلا ان الخلاف حول نتائجها ، أدت الى بروز حزب حاكم واحد ، والى ظهور حركة ( قنبوت 7) المسلحة . تلك الانتخابات أظهرت ميول الحزب الحاكم الاستبدادية .

 

لذلك يقول البعض ( ان التعددية فى جوهرها فى إثيوبيا تؤدى الى قيام دولة الحزب الواحد).

 

وصارت الانتخابات مجرد ( عروض لطقوس) وهى عملية روتينية رسمية بدون خيارات سياسية انتخابية تنافسية تعرض على الناخب.

 

وتكررت الفرص الضائعة للتحول الديمقراطي فى انتخابات 2016 وفاز فيها الحزب الحاكم بكل المقاعد ولم تنال المعارضة اية مقعد ما عدا مقعد واحد لنائب مستقل ، وكانت إشارة المعارضة للتزوير الذى حدث فى الانتخابات ، لذلك يقول الإثيوبيين ان ( الفوز فى الانتخابات مائة فى المائة، يبعث برسالة الى المتمردين المحتملين .

وهكذا تطورت الاحتجاجات التى قادها الاورومو ثم شاركت فيها كل الأقاليم الإثيوبية الى الإطاحة بنظام جبهة تحرير الشعوب الإثيوبية EPRDF واستقال رئيس الوزراء ديسالين ، وفى هذه الظروف جاء ابى احمد رئيسا للوزراء .

 

ان توفير حل سياسى وليس عسكريا لمشاكل إثيوبيا الحالية أمر فى غاية الأهمية ياتى مع اتفاقية سلام حيث ينبذ الفاعلون مقابل تقاسم السلطة ، والقضية الرئيسية هنا لابد من ان يكون الانتقال شاملا بما يكفى لاستيعاب جميع الجهات ذات الصلة. وعدم القيام بذلك يعنى ان المستبعدين المهملين سيستمرون فى تهديد النظام مما يجعله هشا أو يدعوه الى انتقال تفاوضى جديد.

 

ان ابى احمد ضلل الإثيوبيين بخطبه المدروسة جيدا خلال الستة أشهر الأولى ، الا أن لونها الحقيقي قد جاء سريعا بعد ذلك .

 

كما ظهر لاحقا وفيما بعد فى كل الأقاليم الإثيوبية أرسل جيوشه لحل قضايا سياسية وعزل رؤساء حكومات الأقاليم اذ لايمكن ان تظهر الديمقراطية عن طريق العنف ناهيك عن ان تترسخ.

 

يعتقد الحزب الحاكم (حزب الرخاء- PP باختصار) الآن أنه يستطيع تعزيز سلطته بدون التقراي وعن طريق تهميش أجزاء كبيرة من أوروميا. مع اقتراب الحديث كثيرًا عن انتخابات 2021 ، هناك حزبان سياسيان رئيسيان يدعيان أنهما يمثلان أوروميا: الكونغرس الفيدرالي الأوروموي (OFC) وأجزاء من جبهة تحرير أورومو (OLF) ليسا في مسار الحملة الانتخابية. وهكذا تستمر دورة الإقصاء والتهميش ، ومن تركهم ما زالوا يهددون النظام. الاستبعاد يولد العنف ولا يمكن أن يحقق الديمقراطية. تستمر المجموعات في إعادة تدوير السلطة بالتناوب ، وقد قامت إثيوبيا بطريقة ما بإضفاء الطابع المؤسسي على الهشاشة السياسية. من هم في السلطة يقومون بتهميش الجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى والذين تم إهمالهم ينتصرون ويعودون ويكررون نفس الخطأ وتستمر الدورة. وهكذا أصبحت الهشاشة مؤسسية في إثيوبيا.

 

سيعيد اليوم البرلمان الاثيوبى انتخاب ابى احمد رئيسا للوزراء لدورة ثانية مدتها خمسة سنوات وهو خاطب البرلمان الاثيوبى فى الثانى من ابريل سنة 2018 عندما انتخبه رئيسا للوزراء ( لترقد بسلام روح امى والتى قالت لى وانا صبى صغير ، ستكون ملك إثيوبيا السابع )

 

هذا هو ملك إثيوبيا السابع وعقليته التى سيدير بها التحول الديمقراطي فى إثيوبيا وسيحضر مراسم تتويجه فى البرلمان عدة رؤساء أفارقة من بينهم عرابه الأكبر اسياس افورقى .

 

إرسال تعليق

0 تعليقات